الهرمنيوطيقاسردياتسيميائياتلسانيات النص - تحليل الخطاب

العلاماتية وعلم النص – منذر عياشي

 مؤلف هذا الكتاب هو الناقد والمترجم السوري د. منذر عياشي المهتم اصلاً بعلم اللسانيات، له عدة كتب ابرزها «هسسة اللغة» وترجم كتب أخرى لرولان بارت وغيره من النقاد المعروفين، وهو استاذ جامعي حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس.


بعد كتبه النقدية، وترجماته التي تختص باللسانيات وسواها من نظريات الحداثة في النقد الغربي المعاصر، الفرنسي: خصوصاً، امثال: رولان بارت، بيير جيرو، جان ايف تادييه، جاك دريدا، تودوروف وسواهم، متوجاً عمله بانجاز الترجمة الكاملة للقاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان الذي وضعه أوزوالد ديكرو. يقدم كتابه «العلاماتية وعلم النص».


حيث خصص القسم الأول من الكتاب لعلم العلامات «السيمولوجيا» والثاني لعلم النص، عبر مقالات أساسية، وتأسيسية في هذين المجالين. ويبدأ مع جان ماري سشايفر، في لمحة تاريخية عن السيمولوجيا، حيث توجد روابط عميقة بين العلامات والتأويل، كما ذكر امبرتو ايكو، تأسيساً على «موريس 1938» .


وذلك لأن: «شيئاً ما، لا يكون علامة، الا لأنه يؤول بوصفه علامة لشيء ما، بوساطة مؤولٍ ما».ومع ذلك، فالعلاماتية المعاصرة، قد تطورت عموماً بشكل مستقل عن التأويل، وارادت ان تكون نظرية وعلماً يصنف العلامات ولم تشأ ان تكون نظرية للتأويل.


لكن العلاماتية وجدت منذ القديم ضمنياً في التأملات اللسانية التقليدية، حين نعزو البدايات الى «سانت اوغستين» وخاصة في تمييزه بين العلامات الطبيعية والعلامات التواضعية، وكذلك في وظيفة العلامات عند الحيوانات وعند البشر التي أولاها السفسطائيون أهمية عظمى.


ويمكن القول ان الفيلسوف الاسباني «ج. بوانسوت» في كتابه: فن المنطق، قد اقترح النظرية الأولى للعلامات، مميزاً بين التمثيل والمعنى.


ولكن .. كان يجب انتظار الفيلسوف لوك، لنرى انبثاق اسم «العلاماتية» نفسه، حتى اصبحت العلاماتية علماً مستقلاً مع اشتغال الفيلسوف شارلز ساندرز بيرس «1839 – 1914» عليها، بوصفها مرجعاً لأي دراسة اخرى، حيث تعد مساهمته رئيسية في نقطتين، اولاهما: ان المؤوِّل هو العلاقة «الاستبدالية» بين علامة وعلامة أخرى.


وهو هكذا على الدوام: علامة أيضاً، سيكون لها: مؤوِّلها .. وهكذا دواليك وثانيهما: اعترافه بتنوع العلامات، ليصل بها الى ستة وستين نوعاً، مميزاً بين: العلامة النموذج، وبين العلامة المتواترة: الايقونة ـ الرمز ـ الأثر.


ثم أعلن اللساني فرديناند دي سوسير عن العلاماتية بقوله: «ان اللغة نسق من العلامات التي تعبر عن الافكار، وانها لتقارن بهذا: مع الكتابة، مع أبجدية الصم ـ البكم، مع الشعائر الرمزية ومع العلامات العسكرية، وصيغ اللباقة .. الخ».

وبهذا اسهم سوسير في ان تطور العلاماتية قد احتذى مثال اللسانيات بشكل دقيق، خصوصاً في فرنسا.

الى جانب انها استمدت من ظاهراتية «هوسرل» الذي طور في كتابه «البحوث المنطقية» نظرية عامة للقصدية، بوصفها علامة احالة، انشأ في اطارها نظرية للعلامات وللمعنى أيضاً. كما من اشتغال «ارنست كاسيرير» في كتابه: فلسفة الأشكال الرمزية،


وطور تشارلز موريس ـ 1938 نظرية عامة للعلامات من منظور سلوكي يحدد العلامة .. بوصفها مثيراً اعدادياً بالنسبة الى موضوع آخر، لا يمثل مثيراً في اللحظة التي ينطلق فيها هذا السلوك. بينما اقترح «ايريك بويسانس» في كتابه: الألسنة والخطاب ـ 1943، نموذجاً علاماتياً يستلهم الفئات عند دي سوسير.


نقلا عن : المكتبة الشاملة الحديثة

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى