العجمان: سلالة يامية الجذور في قلب الخليج العربي
- نسب قبيلة العجمان ومرجعها اليماني
تنتسب قبيلة العجمان إلى قبيلة يام من همدان، من الشعوب القحطانية العريقة في جنوب الجزيرة العربية. ويُعتبر هذا النسب أحد أهم مؤشرات الانتماء اليماني الذي يربط قبيلة العجمان بتاريخ حضاري ضارب في جذور الجنوب العربي. وتفصيل النسب كما يلي:
العجمان هم أبناء عجيم بن هشام بن الغز بن مذكر (مذكور) بن يام بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن جنوان بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوثلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.
وقد اختلفت الآراء في سبب التسمية بـ”العجمان“، حيث قال البعض إن “عجيم” كان يعاني عقدة في لسانه. غير أن هذا التفسير وُوجه برفض من عدد من الباحثين، منهم المؤرخ راشد بن حمدان الاحيوي، الذي رجّح أن “العجمان” جاءت من وصف يدل على القوة والصلابة والمراس، خاصة أن اللغة العربية تُطلق “العجمي” على من صقلتْه التجارب وصار صلبا ومعجما بالأحداث.
- الجدول التفصيلي لبطون وأنساب قبيلة العجمان
فيما يلي جدول تحليلي مبسط لأبرز بطون وفروع قبيلة العجمان:
الفرع الرئيسي | النسب الفرعي/الفخذ | ملاحظات وأمراء معروفون |
---|---|---|
آل وبير بن عجيم | ||
آل راشد بن معيظ | آل ناجعة، آل سفران، آل هادي، آل صالح، آل ريمة | منهم آل حثلين، آل منيخر، المتلقم، ابن طفلان |
آل لزيز، آل سلبة | ||
آل محفوظ بن حدجه | أمراؤهم آل مكراد | |
آل حبيش بن علي بن كدادة | ||
آل سليمان بن مساوا | آل عصيدان، آل حجرف | |
آل ضاعن بن مسعود | آل جمعة، الدامر | |
آل مصرا بن مسعود | آل وذين | |
آل شامر بن مسعود | آل خرصان | شيوخ آل شايقة |
آل خويطر بن حدجة | آل مخلص، آل خضير | من شيوخهم ابن زنيفر، ابن حشوة |
آل هتلان بن نشوان | أميرهم ابن سعدى | |
آل مفلح | آل ناشرة، آل غدير، آل حمير، آل شحيمان | من أمرائهم: آل دبلان، لمعان بن براك |
آل العرجاء | أبناء محمد بن سليمان بن وعيل بن هشام |
- التحولات الجغرافية والهجرات التاريخية
1. من نجران إلى نجد
في أصلهم، كان العجمان يسكنون نجران مع قبيلتهم الأم “يام”. ومع الضغوط البيئية والسياسية، بدأت الهجرات تدريجيا نحو شمال شرق الجزيرة، وخاصة إلى نجد، في فترة يُعتقد أنها بدأت في نهاية القرن الثاني عشر الهجري (حوالي 1130هـ)، وإن كانت بعض الأسر قد نزحت قبل هذا التاريخ كما تشير رواية ابن بسام.
2. الاستقرار في الأحساء
شهدت قبيلة العجمان معركة محورية ضد آل عريعر سنة 1238هـ في “مناخ الرضيمة”، انتهت بانتصار العجمان وبسط نفوذهم على مناطق واسعة من الأحساء. هذا النصر شكّل نقطة تحول في تاريخ القبيلة، إذ بدأوا يتمركزون بشكل دائم في مناطق مثل: الصرار، وجودة، وأم ربيعة، ومليجة، والكهفة.
3. الانتشار في الكويت وبر فارس
مع التوسع شمالا، استقرت أفخاذ من العجمان في الكويت منذ منتصف القرن التاسع عشر، وأبرز تواجدهم هناك في الجهراء والأحمدي والفحيحيل. كما استقر فخذ “آل مرزوق” أو “المرازيق” في منطقة بر فارس، حيث أسسوا إمارات محلية مثل مغوه، والمسيله، وبندر بستانة.
– التوزيع السكاني الحديث
- في السعودية: يقدر عدد العجمان بحوالي 50,000 إلى 55,000 نسمة، موزعين في قرى تقع غرب الأحساء.
- في الكويت: يقيم حوالي 30,000 منهم، يتوزعون في مناطق: الجهراء، الفحيحيل، الرقة، خيطان.
- في بر فارس (جنوب إيران): توجد بقايا استقرار تاريخي لآل مرزوق، لا سيما في مغوه ومقوه.
– دلالات القوة والهوية
قبيلة العجمان لم تكن مجرد كتلة سكانية، بل قوة سياسية وعسكرية أثبتت وجودها في أكثر من موقع:
- معركة الرضيمة (1238هـ): تؤرخ لبداية عهد النفوذ الواسع للعجمان في شرق الجزيرة.
- استقرارهم في الأحساء والكويت: عكس قدرة العجمان على التكيف الحضري مع الحفاظ على تراثهم البدوي.
- مشاركتهم في المشهد السياسي الكويتي: من خلال شخصيات مرموقة من القبيلة برزت في الحياة النيابية والاجتماعية في الكويت.
خلاصة:
قبيلة العجمان تمثل أنموذجا لقبيلة عربية استطاعت الجمع بين النسب العريق، والمرونة الجغرافية، والقوة السياسية. وجودها الممتد بين نجران، ونجد، والأحساء، والكويت، وبر فارس، يجعل منها واحدة من القبائل ذات الامتداد التاريخي والمعاصر معا.
مراجع:
- ابن منظور، لسان العرب، مادة “عجم”.
- راشد بن حمدان الاحيوي، أنساب العرب في الخليج.
- لوريمر، دليل الخليج، الجزء الخاص بقبائل شرق الجزيرة.
- ابن بسام، تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق.
- سادلير، رحلات في شرق الجزيرة العربية.