شركة الهند الشرقية (East India Company)
- الشركة المتحدة لتجار إنجلترا المتاجرين في جزر الهند الشرقية -
شركة الهند الشرقية (East India Company)، وتعرف أيضاً بـ: “شركة الهند الشرقية المحترمة” وكذلك سميت شركة جون، هي شركة تشكلت في البدء لمزاولة التجارة مع جزر الهند الشرقية، ولكن انتهى بها الأمر بالمتاجرة مع شبه القارة الهندية والصين.
وكانت الأقدم بين العديد من شركات الهند الشرقية الأوروبية ذوات الأسماء المشابهة، وقد حصلت الشركة على تفويض ملكي إنجليزي، تحت اسم حاكم وشركة تجار لندن المتاجرين في جزر الهند الشرقية وبعد أن تحدت شركة إنجليزية منافسة الاحتكار في نهاية القرن السابع عشر،
اندمجت الشركتان في 1708 ليشكلا الشركة المتحدة لتجار إنجلترا المتاجرين في جزر الهند الشرقية التي اشتهرت باسم شركة الهند الشرقية المحترمة.
تاجرت شركة الهند الشرقية أساساً في القطن، الحرير، النيلة، سالتپيتر، الشاي، والأفيون. إلا أن العامة كان يطلقون عليها لقب «شركة جون»، أما أهل الهند فكانوا يطلقون عليها اسم شركة «بهادور».
وقد كانت شركة مساهمة عامة إلا أن شركة الهند الشرقية الهولندية هي صاحبة المبادرة في إصدار سندات المساهمة العامة.
كانت إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا قد أصدرت مرسوماً بإنشائها في 31 ديسمبر 1600 مانحة لها سلطات احتكارية على تجارة الهند وجميع مستعمراتها في جنوب شرق آسيا لمدة 21 عاما.
وذلك بأن تنفرد هذه الشركة بتولي جميع المعاملات التجارية. وبهذا تحولت هذه الشركة من مشروع تجاري إلى مؤسسة تحكم جميع الولايات الهندية وجميع مستعمرات التاج البريطاني في المنطقة وذلك بدعم سياسي وعسكري من بريطانيا. استمر ذلك حتى حلت الشركة إثر اندلاع التمرد، والعصيان المدني في الهند عام 1858.
- التأسيس
بعد مرور فترة من الزمن على هزيمة الأرمادا الإسبانية في سنة 1588، قامت مجموعة من تجار لندن بتقديم عريضة للملكة اليزابيث الأولى تتضمن طلب رخصة للإبحار للمحيط الهندي.
تمت الموافقة على طلبهم وفي سنة 1591 أبحرت ثلاث سفن من إنجلترا حول رأس الرجاء الصالح نحو بحر العرب، أحد التجار وهو إدوارد بينافينجر قام بالاستمرار في الإبحار عبر رأس كومورين نحو شبه جزيرة ملايو، بعد ذلك عاد إلى إنجلترا سنة 1594.
وفي سنة 1596 م أبحرت ثلاث سفن نحو الشرق لكن ضاعت جميعاً في عرض البحر. وبعد سنتين في 24 أغسطس 1598 م قامت مجموعة من التجار بجمع رأسِ مالٍ قدره 30.133 جنيه إسترليني واجتمعوا في لندن لتأسيس شراكة بينهم، على الرغم من أن محاولتهم الأولى ليست ناجحة بالكامل.
فقد حصلوا على موافقة غير رسمية من الملكة واشتروا سفناً جديدة ورفعوا رأس المال إلى 68.373 ليرة وسافروا مجدداً بعد مرور عام. وفي هذه المرة نجحت الرحلة، وفي 31 ديسمبر 1600 أعطت الملكة الميثاق الملكي لشركة التجار وأسمتهم إدارة وشركة تجار لندن المتاجرين مع الهند الشرقية.
أعطى الميثاق الجديد الحق الحصري لممارسة التجارة مع البلاد التي تقع شرق رأس الرجاء الصالح وغرب مضيق ماجلان لمدة 15 سنة ، وقام السير جيمس لانكيستر بقيادة أول رحلة لشركة الهند الشرقية عام 1601.
وعاد من الرحلة عام 1603، وفي مارس من العام 1604، قاد السير هنري ميديلتون الرحلة الثانية إلى آسيا، أمّـا الجنرال وليم كيلينق، فقد قاد الرحلة الثالثة بين عامي 1607 إلى 1610.
في البداية لاقت الشركة صعوبات في تجارة التوابل بسبب المنافسة من شركة الهند الشرقية الهولندية جيدة التأسيس، على الرغم من ذلك قامت الشركة بفتح مركز تجارة في بانتام في الرحلة الأولى واستوردت الفلفل من جافا الذي شكل أهم عناصر تجارتها لعشرين سنة.
والذي أغلق عام 1683، عندها تحولت سفن الشركة لترسوا في مرفأ مدينة سورت، الذي تأسس بصفته مركز تللتجارة ونقل البضائع عام 1608. وخلال عامين أسست الشركة مركزها التجاري في الجزء الجنوبي من الهند، في مدينة ماشيليبتنام، التي تقع على ساحل كورومانديل قبالة خليج البنغال.
دفعت الأرباح التي حققتها الشركة عند دخولها الهند، الملك جيمس الأول، لمنح رخص فرعية لمجموعة من شركات التجارة في إنجلترا، ولكنه عاد وجدد الميثاق الممنوح للشركة ولمدة غير محددة عام 1609، بشرط أن يعلق الميثاق إذا ما فشلت الشركة في تحقيق أرباح على مدى ثلاث سنوات متتالية.