“جمعية الأصدقاء الدينية” أو “الكويكرز“: شجعت على القيم العلمية والمواهب العلمية، عرفت الطائفة حضورا هاما للعلماء، حيث عُدّ الأعلى مقارنة مع طوائف وديانات أخرى، كما برز عدد كبير منهم في الجمعية الملكية البريطانية وفي الحصول على جوائز نوبل.
وبسبب هذه القضايا، فقد تم ذكر أن الكويكرز ممثلين بشكل أفضل في العلوم أكثر من معظم الأديان. بعض المصادر، بما في ذلك بيندل هيل وموسوعة بريتانيكا، تشير إلى أنه على مدار أكثر من قرنين تم تمثيلهم بشكل أكبر من نسبتهم السكانية في الجمعية الملكية.
مما دفع عدد من الباحثين الى الربط بين ارتفاع معدل الذكاء والكويكرز، فبحسب عدد من الدراسات ومنها كتاب الدين والذكاء لآرثر رايسترك، أظهرت الدراسات علاقة إيجابية بين الكويكرز وارتفاع معدل الذكاء.
وأظهر مسح إجتماعي قامت به جامعة شيكاغو علاقة إيجابية بين الكويكرز البيض وارتفاع معدل الذكاء، جنبًا إلى جنب الأسقفيين البيض والمشيخيين واللوثريين البيض.
وبحسب دراسة أجربت عام 2002 سجل الأسقفيين البيض والتوحيديين المسيحيين والكويكرز أعلى متوسط معدل الذكاء وأفضل إداء في اختبار “سات SAT” بين الطوائف المسيحية في الولايات المتحدة. كما أن أداء الكويكرز في اختبار سات SAT .
وذلك وفقًا لدراسة نشرتها وال ستريت جورنال، يعتبر من الأفضل مقارنًة مع جماعات دينية أخرى، خصوصًا في مادة الرياضيات. وبغض النظر عما إذا كان هذا لا يزال دقيقاً، فقد كان هناك العديد من أعضاء هذه الطائفة ممثلين في المجال العلمي.
يعود بروز جمعية الأصدقاء الدينية المعروفين أيضًا بالكويكرز في العلوم بسبب القيم التي حملها هذا المذهب في تشجيع المواهب العلمية.
وقد أشار ديفيد هاكيت فيشر ذلك في كتابه بذور البيون من نظرية اقترحها في أن الكويكرز في الولايات المتحدة،
يفضلون “دراسة مميزة” عن الدراسات التقليدية الشعبية مثل اللغة اليونانية أو اللغة اللاتينية وكثيرًا ما ارتبط الكويكرز مع النخبة الثقافية في الولايات المتحدة.
وتقترح نظرية أخرى سبب ذلك إلى تجنبهم الكهنوت واعطائهم مكانة خاصة للتعليم مما أعطاهم مزيدًا من المرونة في الاستجابة للعلم.
على الرغم من التوجه الطائفي للمؤسسات الأكاديمة وللجامعات في الولايات المتحدة وبريطانيا خلال القرن التاسع عشر إذ كانت الجامعات المرموقة لها توجه بروتستانتي انجليكاني وكالفيني. إلا أن تمثيل الكويكرز في هذه المؤسسات كان يفوق نسبتهم السكانية.
فمثلًا كانت نسبة الكويكرز عالية في طاقم الإداري أو طلاب جامعات رابطة اللبلاب بالإضافة إلى تمثيل عالي في الجمعية الملكية البريطانية والحاصلين على جوائز نوبل وبنسبة تفوق نسبتهم السكانية.
ومن الأسماء التي لمعت في مجالات علمية جون دالتون وتوماس هودجكن وتوماس يونغ وجوزف ليستر وهنرييتا سوان ليفيت وكاثلين ونسديل، العالمة في دراسة البلورات بالأشعة السينية.