علوم سياسيةمصطلحية ومعجمية

“العالم الأول” المصطلح والمفهوم

العالم الأول” أو “المعسكر الرأسمالي” أو “المعسكر الغربي“؛ مفهوم برز خلال الحرب الباردة، حيث كان يستخدم لوصف الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، تلك الدول كانت ديمقراطية ورأسمالية.


بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة، تغير معنى مصطلح العالم الأول وأصبح معناه مترادفًا إلى حد ما مع الدول المتقدمة أو الدول المتقدمة جدا وهي الدول التي تتمتع باقتصاد متقدم ومؤشرات تنمية بشرية عالية وذك بالمقارنة بالدول الأخرى.


عرَّفت هيئة الأمم المتحدة العالم الأول على حسب مقياس الناتج القومي الإجمالي.


الديناميكيات العالمية بين العالم الأول والعوالم الأخرى انقسمت إلى قسمين:

العلاقات مع العالم الثاني كانت تنافسية، إيديولوجية، وعدائية. أما علاقتها مع العالم الثالث كانت عادة إيجابية من الناحية النظرية، في حين أنها كانت أحياناً عدائية في الممارسة العملية (كالحروب مثلًا).


العولمة؛ ظاهرة متزايدة الأهمية غُذِّيَت بشكل كبير من العالم الأول وعلاقاته. مثال على العولمة في العالم الأول هو الاتحاد الأوروبي الذي جلب الكثير من التعاون والتكامل في المنطقة.


الشركات المتعددة الجنسيات أيضا تعطي مثالًا على تأثير العالم الأول على العولمة، وذلك لجلبها الاقتصاد والسياسة والتكامل الاجتماعي لكثير من الدول. و مع ظهور الشركات المتعددة الجنسيات، ارتفعت مشكلة الاستعانة بمصادر خارجية في العالم الأول.


بعد الحرب العالمية الثانية انقسم العالم إلى كتلتين جغرافيتين سياسيتين، شيوعية ورأسمالية. وقاد ذلك إلى الحرب الباردة وخلالها استخدم مصطلح العالم الأول بشكل كبير، وذلك بسبب صلته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.


عُرف المصطلح لأول مرة من قبل الأمم المتحدة مع بداية المنظمة الدولية في الأربعينيات. أما اليوم فمصطلح العالم الأول أصبح قليل الاستعمال ولم يعد له معنى رسمي (يشير بشكل غير رسمي إلى دول رأسمالية، صناعية، متطورة، ومتحالفة مع الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية).


هذا التعريف ضم غالبية البلدان من أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وأستراليا واليابان. منظور المجتمع الحالي للعالم الأول هو دول تتميز بالاقتصاد المتقدم، والتأثير العظيم، وأعلى معايير العيش، وأعظم التقنيات.


بعد الحرب الباردة ضمت دول العالم الأول إليها أعضاء حزب الناتو (بلجيكا، الدنمارك، ألمانيا الغربية، اليونان، إيطاليا، النرويج، البرتغال، إسبانيا، تركيا، المملكة المتحدة، هولندا، آيسلندا، لوكسمبورغ) والدول المحايدة التي كانت متطورة صناعيا (السويد وسويسرا والنمسا وفنلندا) والدول الغنية من الامبراطورية البريطانية السابقة (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وسنغافورة ونيوزيلاندا) وبعض الحلفاء كاليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.


مؤشر التطور البشري

مؤشر التطور البشري هو تصنيف عالمي حيث تؤخذ مؤشرات مختلفة لتصنيف الدول بناء على تطورهم (مثل الدخل القومي الإجمالي ومأمول العمر ونيل التعليم). تجمع هذه المؤشرات لترتب الدول حسب التطور البشري. الدول التي تمتلك تقدير عال في هذا التصنيف تكون من أعلى الدول في التقدم والصناعة بين دول العالم.


هذا المؤشر ممتاز للتعرف على دول العالم الأول من حيث التطور البشري. هناك 47 دولة صنفت بأنها تمتلك مؤشرات تطور بشري عالية جدا.


الاختلافات في التعاريف

منذ نهاية الحرب الباردة لم يعد التعريف الأصلي للعالم الأول مطبقا. هناك تفاوت في تعاريف العالم الأول، بالرغم من ذلك فإنهم يتبعون نفس الفكرة، عرّف جون دانيالز -الرئيس الأسبق للأكاديمية العالمية للتجارة- العالم الأول بأنه يتكون من «دول صناعية ذات دخل عال». وعرّفه البروفيسور جورج بريجاك بأنه الدول «الحديثة والصناعية والرأسمالية من أمريكا الشمالية وأوروبا».


مؤشرات أخرى

التعاريف المختلفة لمصطلح العالم الأول والتعاريف الغير محددة له في عالمنا اليوم أدت إلى مؤشرات مختلفة. في 1945 استخدمت الأمم المتحدة مصطلح عالم أول، ثاني، ثالث، رابع لتقسيم الدول حسب مقياس الناتج القومي الإجمالي مقاسة بالدولار الأمريكي بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والسياسية.


(بالرغم من أن الاستخدام المشهور للعالم الرابع لم يأت إلا متأخرا ). العالم الأول ضم دول صناعية كبيرة وديمقراطية. العالم الثاني ضم دول حديثة غنية صناعية لكنها تحت سيطرة الشيوعية.


غالبية الدول الباقية ضمت إلى العالم الثالث. أما العالم الرابع فصنفت على أساس الدول التي يعيش سكانها على أقل من 100$ سنويا.


إن استخدمنا المصطلح حسب الصناعة والاقتصاد والدخل العالي للفرد فإن البنك الدولي يصنف الدول على أساس الدخل القومي الإجمالي إلى: دول ذات دخل عالي، دول ذات دخل فوق المتوسط، دول ذات دخل أقل من المتوسط، دول ذات دخل منخفض.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى