الطائفة الزيدية
الزيدية؛ إحدى فرق الشيعة الثلاث الكبرى الموجودة في العالم الإسلامي حتى اليوم، وقد قامت على تراث زيد بن علي زين العابدين الذي كان يري أن عليًا هو أفضل الصحابة.
ولكن الصحابة فوضوا الإمامة لأبي بكر لمصلحة رأوها وقاعدة دينية راعوها. وجرى على ذلك أتباعه وهم يقولون في الإمامة: بجواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل وصحتها، وأن النبي محمد نصّ على علي بن أبي طالب عنه بوصفه لا بشخصه، والصحابة لم يتعمدوا المخالفة،
وأن الإمام ينبغي أن يكون علويًا فاطميًا زاهدًا سخيًا شجاعًا وأن يخرج داعيًا إلى نفسه آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، وهم يجوزون تعدد الأئمة في قطرين متباعدين إذا دعت الحاجة، ولا يقولون بعصمة ولا رجعة، ويقصرون مهمة الإمام على حفظ الشريعة وتنفيذها فقط، خلافًا للإثناعشرية والإسماعيلية.
في العدل والتوحيد، فقد تبنوا في الغالب آراء المعتزلة ومناهجهم الكلامية، وصلة زيد بن علي بالمعتزلة معروفة، ولعلهم أول الفرق تأثرًا بالمعتزلة.
قد جمعت آراء زيد في مجموع كان موضع شرح الأئمة والعلماء الزيدية اللاحقين، وبعدها شهدت انشقاقات بينهم برزت منها شعب تخالف منهج زيد قليلًا أو كثيرًا كالجارودية والبترية والسليمانية وغيرها.
وأما جمهور الزيدية فقط ظلوا على ولائهم للروح العام التي غرسها إمامهم الأول ومن ثم كانوا أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة، وهناك تيارًا محافظًا بينهم يغلب عليه الولاء الشديد للأحاديث والأخبار.
كما أنهم تميّزوا من الإثناعشرية والإسماعيلية برَفضهم التقيّة، وإنكارهم العصمة والعلم اللدني للأئمة، وإنكارهم المهدية والرجعة، كما تميزوا بمنهجهم في الفقه والأحكام والمواريث الذي هو أقرب إلى مذاهب السّنية الفقهيّة، ومنفتح عليها وعلى كتب الحديث لدى أهل السنّة، لذا، الزيدية أقرب طوائف الشيعة إلى أهل السنّة.
من ناحية العقائدية، حول الإلهيّات والصفات وخلق القرآن والعدل والجبر والاختيار وحكم مرتكب الكبيرة وغيرها، فالزيدية معتزلة تمامًا، بل هناك من جعل طبقات المعتزلة طبقات الزيدية نفسها.
ولقد بدأت الزيدية كثورة معتزلية ضد الدولة الأموية، قادها إمام من أئمة أهل البيت، زيد بن علي، على عهد هشام بن عبد الملك، ثم استمرت ممثلة للتيار الثوري في أمراء آل البيت، الذين قادوا تيارًا فكريًا يتمذهب بأصول المعتزلة الخمسة في العقائد،
مع اختلافات طفيفة في بعض المسائل السياسية الخاصة. فاستمرت الزيدية ثورتها ضد الأمويين والعباسيين، ولقد ظلت في القواعد بأصول المعتزلة الخمسة.