البلدان الأقل نموا في العالم

اقتصاد جمهورية هايتي

هَايتي (Haïti)، رسمياً جمهورية هايتي (République d’Haïti)؛ هي دولة تقع في جزيرة هيسبانيولا في جزر الأنتيل الكبرى في البحر الكاريبي، تحتل هايتي ثلاثة أثمان غرب الجزيرة التي تشترك فيها مع جمهورية الدومينيكان.

Haïti République d'Haïti - LAROUSSE

تبلغ مساحة هايتي 27,750 كم2، (6,236 ميل2)، وهي ثالث أكبر دولة في منطقة البحر الكاريبي من حيث المنطقة، ويقدر عدد سكانها بـ 11.4 مليون نسمة، مما يجعلها الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في منطقة البحر الكاريبي. عاصمتها هي بورت أو برانس.

كانت الجزيرة مأهولة في الأصل من قبل التاينو الذين يرجعوا إلى أمريكا الجنوبية. وصل الأوروبيون الأوائل في 5 ديسمبر 1492 خلال رحلة كريستوفر كولومبوس الأولى الذي اعتقد أنه وصل إلى الهند أو الصين.

أسس كولومبوس لاحقًا أول مستوطنة أوروبية في الأمريكتين، وهي لا نافيداد على ما يعرف الآن بالساحل الشمالي الشرقي لهايتي. طالبت إسبانيا بالجزيرة وأطلقت عليها اسم لا اسبانيولا، وظلت جزءًا من الإمبراطورية الإسبانية حتى أوائل القرن السابع عشر.

ولكن أدت المطالبات والتافس على الجزيرة مع الفرنسيين، إلى تنازلت إسبانيا عن الجزء الغربي من الجزيرة لفرنسا في عام 1697، وسميت لاحقًا بسانت دومينج. وجعلوا منها أغنى مستعمرة في البحر الكاريبي، وجلبوا إليها أعداداً كبيرة من الأفارقة، للعمل في مزارع البن والتوابل. وبحلول عام 1788، كان عدد الأفارقة يربو على نصف المليون نسمة، أي ما يعادل ثمانية أضعاف المستعمرين الفرنسيين أنفسهم.

وفي عام 1791، خلال اشتعال الثورة الفرنسية، ثار الأفارقة على الفرنسيين، ودمروا المزارع والمدن، واستولى توسان لوفتير الذي كان عبدًا على زمام الأمور.

وبعد أن تولى نابليون الأول الحكم في فرنسا، عام 1799، أرسل جيشاً إلى هاييتي، لاستعادة الحكم الفرنسي مرة أخرى، فاعتقل الجيش توسان، وزُج به في السجن، ثم أُرسل إلى فرنسا. بعد 12 عامًا من الصراع هُزمت قوات نابليون بونابرت على يد خليفة لوفرتور، جان جاك ديسالين (لاحقًا الإمبراطور جاك الأول)،

الذي أعلن استقلال هايتي في 1 يناير 1804 وهي أول دولة مستقلة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وثاني جمهورية في الأمريكتين وأول دولة ألغت العبودية في الأمريكتين والدولة الوحيدة في التاريخ التي أسستها ثورة العبيد الناجحة.

باستثناء ألكسندر بيتيون أول رئيس للجمهورية، كان جميع قادة هايتي الأوائل عبيدًا سابقين. بعد فترة وجيزة انقسمت خلالها البلاد إلى قسمين، وحد الرئيس جان بيير بوير البلاد ثم حاول إخضاع هيسبانيولا بأكملها للسيطرة الهايتية، مما أدى إلى سلسلة طويلة من الحروب التي انتهت في سبعينيات القرن التاسع عشر حتى اعترفت هايتي رسمياً باستقلال جمهورية الدومينيكان.

تميز القرن الأول من استقلال هايتي بعدم الاستقرار السياسي ونبذ المجتمع الدولي لها، ودفعها ديون مرهقة لفرنسا. دفعت التقلبات السياسية والنفوذ الاقتصادي الأجنبي في البلاد الولايات المتحدة إلى احتلال البلاد من عام 1915 إلى عام 1934.

بعد سلسلة من الرؤساء قصيروا العمر، تولى فرانسوا دوفالييه السلطة في عام 1956، مبشرًا بفترة طويلة من الحكم الاستبدادي الذي استمر عن طريق جان كلود دوفالييه حتى عام 1986؛ اتسمت فترة دوفالييه بالعنف الذي ترعاه الدولة ضد المعارضة والمدنيين وانتشار الفساد والركود الاقتصادي. بعد عام 1986 بدأت هايتي في محاولة إقامة نظام سياسي أكثر ديمقراطية.

هايتي عضو مؤسس للأمم المتحدة ومنظمة الدول الأمريكية، رابطة دول شرق الكاريبي، والمنظمة الدولية للناطقين بالفرنسية والجماعة الكاريبية وهي عضو في صندوق النقد الدولي، منظمة التجارة العالمية، ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

دولة فقيرة تاريخياً وغير مستقرة سياسياً، تمتلك هايتي أدنى مؤشر للتنمية البشرية في الأمريكتين، فضلاً عن انتشار العبودية. منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، عانت البلاد من انقلابات عسكرية، مما دفع الأمم المتحدة إلى التدخل، فضلاً عن الزلزال الكارثي الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص.

قُدر عدد سكان هايتي في 2018 بحوالي 10,788,000 نسمة. كان نصف السكان في 2006 أصغر من 20 عامًا. جرى أول تعداد رسمي للسكان في 1950 وبلغ 3.1 مليون نسمة. يبلغ متوسط الكثافة السكانية حوالي 350 شخصًا لكل كيلومتر مربع (حوالي 900 لكل ميل مربع)، ويتركز السكان بشكل كبير في المناطق الحضرية والسهول الساحلية والوديان.

ينحدر معظم الهايتيين من العبيد الأفارقة السابقين. البقية من أصول أوروبية أو عربية وهم من نسل المستوطنين (بقايا الاستعمار والهجرة خلال حقبة الحربين العالميتين).

يعيش الملايين من أصل هايتي في الخارج حيث يقدر أنه يعيش 881,500 شخص من أصل هايتي في الولايات المتحدة في عام 2015، بينما في جمهورية الدومينيكان ما يقدر بنحو 800,000 في عام 2007، و300,000 في كوبا في عام 2013، و100,000 في كندا في عام 2006، و80,000 في فرنسا في 2010، وما يصل إلى 80,000 في باهاماس في 2009.

بلغ في 2018 متوسط العمر المتوقع عند الولادة 63.66 سنة.

  • اللغات

اللغتان الرسميتان في هايتي هما الفرنسية والكريولية الهايتية. اللغة الفرنسية هي اللغة الرئيسية المكتوبة واللغة الرئيسية للصحافة ويتحدث بها 42% من الهايتيين. يتحدث بها جميع المتعلمين الهايتيين وهي وسيلة التدريس في معظم المدارس وتستخدم في قطاع الأعمال.

كما أنها تستخدم في المناسبات الاحتفالية مثل حفلات الزفاف والتخرج والقداس الكنسي. هايتي هي واحدة من دولتين مستقلتين في الأمريكتين (إلى جانب كندا) فيها الفرنسية لغة رسمية. وتأتي بدرجة أقل اللغة الإنجليزية بسبب النفوذ الأمريكي. يتحدث الإسبانية بعض الهايتيين الذين يعيشون على طول الحدود بين هايتي والدومينيكان.

يتحدث بالكاريولية الهايتية جميع سكان هايتي تقريبًا. الكريولية الهايتية هي إحدى لغات الكريول الفرنسية. 90% من مفرداتها مشتقة من الفرنسية، لكن قواعدها تشبه تلك الموجودة في بعض لغات غرب إفريقيا. كما أن به تأثيرات من لغة التاينو والإسبانية والبرتغالية.

تعد هايتي واحدة من أفقر البلدان في الأمريكتين ويرجع ذلك إلى الفساد وعدم الاستقرار السياسي وضعف البنية التحتية ونقص الرعاية الصحية ونقص التعليم. تسيطر الدولة على اقتصاد هايتي في الغالب، حيث تحتل المرتبة 145 من بين 177 دولة في مؤشر الحرية الذي تي قامت به مؤسسة هيريتيج.

يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في هايتي 1800 دولار وناتجها المحلي الإجمالي 19.97 مليار دولار (تقديرات عام 2017). تستخدم الدولة الجوردة الهايتية عملة لها. معدل البطالة مرتفع ويسعى العديد من الهايتيين للهجرة.

تراجعت التجارة بشكل كبير بعد زلزال عام 2010 وما تلاه من تفشي الكوليرا، مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي تعادل القوة الشرائية للبلاد بنسبة 8% (من 12.15 مليار دولار أمريكي إلى 11.18 مليار دولار أمريكي). احتلت هايتي المرتبة 145 من بين 182 دولة في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2010.

بعد انتخابات 2000 المتنازع عليها والاتهامات حول حكم الرئيس أريستيد، انقطعت المساعدات الأمريكية للحكومة الهايتية بين عامي 2001 و2004. بعد رحيل أريستيد في عام 2004 عادت المساعدات وقاد الجيش البرازيلي بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي.

بعد ما يقرب من أربع سنوات من الركود نما الاقتصاد بنسبة 1.5% في عام 2005. استوفت هايتي في سبتمبر 2009 الشروط التي وضعها صندوق النقد الدولي وبرنامج البنك الدولي للبلدان الفقيرة المثقلة بالديون للتأهل لإلغاء ديونها الخارجية.

  • المساعدات الخارجية

تلقت هايتي مساعدات بين 1990 و2003 بلغت أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي، بما في ذلك 1.5 مليار دولار أمريكي من الولايات المتحدة. أكبر مانح هي الولايات المتحدة تليها كندا والاتحاد الأوروبي. بعد الزلزال في يناير 2010 وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتقديم 1.15 مليار دولار أمريكي مساعدات.

تعهدت دول الاتحاد الأوروبي بتقديم بأكثر من 400 مليون يورو (616 مليون دولار أمريكي). قدمت جمهورية الدومينيكان المجاورة أيضًا مساعدات إنسانية واسعة النطاق لهايتي، بما في ذلك تمويل وبناء جامعة عامة، وتقديم خدمات الرعاية الصحية المجانية في المنطقة الحدودية والدعم اللوجستي بعد زلزال عام 2010.

ذكرت الأمم المتحدة أنه خصص إجمالي 13.34 مليار دولار أمريكي لإعادة الإعمار بعد الزلزال حتى عام 2020. اعتبارًا من عام 2015 خصصت الحكومة الأمريكية 4 مليارات دولار أمريكي أُنفق منها بالفهل 3 مليارات دولار أمريكي والباقي مخصص لمشاريع طويلة الأجل. 


المراجع:

CIA World Factbook: Haiti

Haiti Agriculture

Inter-American Bank Grant To Benefit Haitian Coffee Growers

Haitian Free Trade Zone

IICA plants for Haiti’s environment

Defending Labor Rights in Haiti

CTH Secretary General Paul Chery interviewed on the 2004 coup and labor issues

HAITI: Pain at the Pump Spurs Strike Actions

HAITI: Workers Protest Privatisation Layoffs

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى