الأمم المتحدة منظمة عالمية، تم إنشاؤها من طرف دول الحلفاء عام 1945م عقب انتصارهم في الحرب العالمية الثانية، وقد بُنيتْ هذه المنظمة على أنقاض منظمة عُصبة الأمم، التي تأسستْ بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة، لتكون أداة فعالة في حل النزاعات ومنع نشوب الحروب، إلا أنها فشلتْ في مَهامِها ولم تُفحل في منع قيام حرب عالمية جديدة، ليتم إلغاؤها واستبدالُها بمنظمة الأمم المتحدة[1].
يرجع السبب في اخيار اسم “الأمم المتحدة” للمنظمة، إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت[2]، ليتم اعتماد الاسم بشكل رسمي وقانوني يوم 26 أكتوبر 1945م بعد التصديق عليها من طرف الدول الخمس المؤسِّسَة للمنظمة وهي : (فرنسا – المملكة المتحدة – الصين – الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي).
كان مقرّ المنظمة الأول في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وبعد طلبٍ من مجلس الشيوخ والكونغريس الأمريكي، تم نقلُ مقرِّها إلى مدينة نيويورك سنة 1950م، وتم افتتاح المقر الجديد رسميا يوم الـ9 من يناير سنة 1951م، منذ ذلك الحين فتحتْ منظمة الأمم المتحدة عدّة مكاتب فرعية لها في جينيف (سويسرا)، لاهاي (هولندا)، فيّينا (النمسـا)، نيروبي (كينيا). كما أنشأتْ عدّة وكالات وهيئات تابعة لها في مختلف دول العالم.
تتكون منظمة الأمم المتحدة حتى الآن من 193 دولة عضوا، منهم خمسة أعضاء دائمي العضوية وهم الدول المؤسِّسة للمنظمة: (الولايات المتحدة الأمريكية – المملكة المتحدة – فرنسا – روسيا – الصين )، تسعى هذه المنظمة من خلال ميثاقها التأسيسي، إلى العمل على القضايا التي تواجه الإنسانية مثل قضايا السِّلم والأمن العالميَّيْن، ونزع السلاح ومنع الحروب، ورعاية حقوق الإنسان.
كما تعمل في الحالات الطارئة والكوارث والأزمات كالمجاعة والأوبئة والزلازل والفيضانات، وتهتم كذلك بالتغيرات المناخية وإنتاج الأغذية، والمساواة بين الجنسيْن ودعم التعليم والصحة والتنمية في الدول النامية، بالإضافة إلى مشاريع كثيرة في مجال الحَكامة[3] وترشيدِ استغلال وتدبير الموارد والثروات البشرية والطبيعية.
يعتبر منصب الأمين العام، أعلى رتبة إدارية في الأمم المتحدة، وللمنظمة مؤسسات وأجهزة أساسية ورئيسية تسمى بـ”منظومة الأمم المتحدة” وهي: (الجمعية العامة – مجلس الأمن – مجلس الوصاية – الأمانـة العامة – محكمـة العدل الدولية – المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة)[4].
تُموَّل الأمم المتحدة أساسا من 10 دول رئيسية وهي على التوالي (الولايات المتحدة الأمريكية – اليابان – المانيا – انجلترا – فرنسا – إيطاليا – كنــدا- الصين – إسبانيا – المكسيـــك).
لقد فشلت الأمم المتحدة في كثير من مساعيها ومشارعها، خصوصا تلك المتعلقة بحقوق الإنسان، حيت تفاقمتْ الأوضاع الانسانية في البؤر الساخنة عبر العالم، مِن بورما إلى الصومال وجنوب السودان، ومن اليمن إلى العراق وسوريا وفلسطين المحتلة، كما لم تُفلِح هذه المنظمة في الحد من انتشار الأسلحة، حيت تزايدتْ البؤر الساخنة التي تشهد حروبا ونزاعات وصراعات أهليَّةٍ وعرقية وطائفية متواصلة عبر العالم.
وزادت عدد قِطَع الأسلحة المهرّبة والمنتشرة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والصومال وتشاد ودول إفريقيا جنوب الصحراء، مما أدى إلى انحصار إشعاع هذه المنظمة في السنوات الأخيرة، خصوصا بعد تزايد وثيرة الحروب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على الدول التي تتهمُها بما يُسمى بـ (الإرهاب)، وقبلها انقسام العالم إلى معسكرين شرقي وغربي إبانَ الحرب الباردة.
مما قلل من تأثير هذه المنظمة بشكل لافت، بل وأصبحتْ محطّ شكوك كثيرة، تحوم حول الدور الحقيقي لهذه المنظمة، وحول مدى تأثيرها، وجدوى قراراتِها في الدول القوية والمُهيمِنة، خصوصا تلك التي لها قوة ونفوذ اقتصادي وسياسي وعسكري في العالم.
[1] وتضم ستة أجهزة رئيسية وهي: الجمعية العامة ومجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الوصاية ومحكمة العدل الدولية والأمانة العامة للأمم المتحدة.
[2] فرانكلين ديلانو روزفلت، (30 يناير 1882م إلى 12 أبريل 1945م) هو الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، تم انتخابه أربع مراتٍ متتالية، (1933م إلى 1945م)، كان يشغِل منصب حاكم ولاية نيويورك.
[3] تم التطرق إلى مفهوم الحكامة بشكل دقيق ومفصل في مقال منشور في المنظمة وهذا رابطه :
http://www.arsco.org/detailed/721fa1a1-6f31-4e4a-b226-9c69dd744e79
[4] سنخصص لكل جهاز من هذه الأجهزة الستة ورقة تقنية وافية، وسننشرُها تباعا في المنظمة (منظمة المجتمع العلمي العربي).
