مجلس الأمن الدّولي

مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هو أحد الأجهزة الستة المهمة والأساسية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، ويُعتبَر جهازَها الحيوي، والمعروف إعلاميا بمجلس الأمن الدولي، يُحدد ميثاقُ الأمم المتحدة من خلال فصله السابع مَهمَّة ووظيفة مجلس الأمن في حفظ الأمن والسِّلم العالميين.

وتُعتبر قراراتُه مُلزمةً للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كان مقرّ المجلس في سنوات تأسيسه الأولى في مدينة لندن، كما تم عقد جلساتِه في كل من (أديس أبابا) بإثيوبيا، و(بنما سيتي) بِبنما، و(جنيف) بسويسرا، ويقع المقر الدائم  لهذا المجلس حاليا بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

يتكون مجلس الأمن الدولي من 15 عشر عضواً، منهم خمسة أعضاء دائمي العضوية، يتمتعون بحق النقض الفيتو[1] وهم: (الولايات المتحدة الأمريكية – الاتحاد الروسي – المملكة المتحدة – فرنســا – الصيــــن)، ويتم انتخاب الأعضاء غير دائمي العضوية من طرف الخمس دول دائمي العضوية كل سنتيْن بموافقة من الجمعية العامة، ولكل عضو من أعضاء المجلس صوت واحد في حال طُرِحَ قرارٌ للتصويت عليه، ويتم تمرير القرار إذا حصل على 9 أصوات على الأقل، منها 5 أصوات للدول دائمة العضوية.

وفي حال امتنعتْ دولة من هذه الدول الخمس عن التصويت، يتم نقضُ القرار وهو ما يسمى بحق النقض (الفيتو).

بموجب الميثاق، يلتزم جميع أعضاء الأمم المتحدة بقرارات مجلس الأمن، وتكونُ ملزَمةً بتنفيذها، ويتبادل أعضاؤه رئاسة المجلس بالتناوب لمدة شهر واحد فقط لكل عضو، وفقا للترتيب الأبجدي الانجليزي لأسماء الدول الأعضاء، كما يحق للدول غير الأعضاء حضورَ المناقشات وفق الشروط التي يضعها المجلس ولا تُمنح حق التصويت.

ليس لمجلس الأمن وقت محدد للانعقاد، فهو ينعقد بشكل آلي وفي أيِّ وقت، كلما دعتِ الحاجة الى ذلك، أو تَلَقَّى طلبا بالانعقاد في أمرٍ يهدد السِّلم والأمن والاستقرار عبر العالم، كما يَنتخب المجلسُ القضاةَ في محكمة العدل الدولية.

• أهــداف ومقاصــد مجلس الأمــن الـدولـي:

حفظ السِّلم والأمن العالمييْن.

إنمــاءُ العلاقات الودية بين الأمم.

التعاون لحل المشاكل الدولية، واحترام حقوق الإنســـان.

• صلاحيات مجلس الأمن الدولي:
  • الإجــراء الأول

الاضطلاع بمهام التحقيق والوساطة، وإيفاد بعثاتٍ للأطراف المتنازعة.  

وضع مبادئ الاتفاق بين الجهات المتنازعة أو المتحاربة.

توجيه طلب للأمين العام ببذل أقصى الجهود لتسوية النزاع بالسُّبُل السلمية.

• الإجـــراء الثانــــي

وضع حد للأعمال العدائية بأسرع ما يمكن عن طريق :

إصدار توجيهات بوقف إطلاق النار.

إيفاد مراقبين دوليين عسكريين أو قوات لحفظ السلام، للمساعدة في تخفيف حدة التوتر، والفصل بين القوات المتعادية.

• الإجــراء الثالـــث

فرض جَزَاءَاتٍ اقتصادية، وحَظْرُ توريد الأسلحة.

فَرْضُ عقوبات وقيودٍ مالية.

حظْرُ السفر.

قطع العلاقات الدبلوماسية.

الحصار.

التدخل العسكري الجماعي.

[1]  هو حق الاعتراض المفضي إلى إلغاء أي قرار يتم رفعُه لمجلس الأمن، دون أن يتم تبرير هذا الاعتراض، وهو مخوَّل للدول الخمس الدائمة العضوية فقط.

“الفيتو” كلمة لاتينية، تعني – أنا أمانع- ، وهو حق ممنوح من مجلس الأمن لـ 5 دول فقط من أصل 15 دولة، هم أعضاء في مجلس الأمن، وهم الدول الدائموا العضوية في المجلس، (الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا العظمى، جمهورية روسيا الاتحادية، جمهورية الصين الشعبية، وجمهورية فرنسا، و “الفيتو”: امتياز يَمنح الدولة التي تمتلكه الحق في كبْحِ أي قرارٍ أو إجراءٍ أو اتفاقٍ يُتوصل إليه بالأغلبية أو بالإجماع.

 وقد مُنِح هذا الامتياز لهذه الدول الخمس لكونِها انتصرتْ في الحرب العالمية الثانية، باستثناء الصين التي منحتْ مقعدا وعضوية دائمة مع امتياز الفيتو  لقوة اقتصادها، وقوة جيشها خبرة وتسليحا، ونفوذها المتعاظم في العالم.

تم استخدام حق النقض “الفيتو” حوالي 120 مرة، تتصدر الولايات الأمريكية قائمة الدول الأكثر استخداما “للفيتو” بمعدل 87مرة، يليها الاتحاد السوفيتي بـمعدل 79 مرة، فبريطانيا بـ 32 مرة، وفرنسا بـ 18 مرة.

من غريب الصدف أن ميثاق الأمم المتحدة المنظم لعمل مجلس الأمن، لا يتضمن ضمن بنوده كلها كلمة أو مصطلحا باسم الـ” فيتو”.

 تتحكم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس، باعتبارِها المساهِمة بنصف الميزانية المقدرة للأمم المتحدة.

أغرب “فيتو” تم استخدامه، هو “الفيتو” الذي استخدمته الولايات المتحدة ضد الأمم المتحدة نفسِها، في سبتمبر سنة 2002م لرفض إدانة إسرائيل، بعد قتلها عددا من موظفي الأمم المتحدة، وقصف مخزن تابع لبرنامج الغداء العالمي في الضفة الغربية.