الصين تقرأ العربية على مدى 4 أسابيع
أطلق وزير الثقافة السعودي برنامج "شهر اللغة" في مدينتي بكين وشنغهاي خلال الفترة من 28 مارس الجاري حتى 26 أبريل المقبل
- ملخص
يتضمن برنامج “شهر اللغة العربية” في الصين برامج علمية حول تعليم لغة الضاد على مدى أربعة أسابيع ثلاثة منها في العاصمة بكين وأسبوع في مدينة شنغهاي.
في وقت يترقب فيه الصينيون الـ20 من أبريل (نيسان) من كل عام للاحتفال بيوم اللغة الصينية، أطلق وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان في مدينتي بكين وشنغهاي برنامج شهر اللغة العربية في الصين في المدة من الـ28 من مارس (أذار) الجاري حتى الـ26 من أبريل المقبل، وينظمه المجمع الذي يلعب دوراً في تعزيز اللغة العربية إقليمياً وعالمياً، وإبراز قيمتها المعبرة عن العمق اللغوي للثقافة العربية.
وعرف الصينيون العرب منذ زمن بعيد، وأسهم “طريق الحرير البري” و”طريق التوابل البحري” بربط الصين بالعالم العربي، ودخلت لغة الضاد بلاد الصين في عام 1943 حين بدأت الجامعات الصينية بتعليم طلابها اللغة العربية، وفي ظل التطور الذي تشهده العلاقات السعودية – الصينية في مختلف المجالات،
ومن بينها المجال الثقافي تماشياً مع التوسع الكبير في تدريس اللغة الصينية بالجامعات والمدارس السعودية منذ عام 2019 عقب الزيارة التاريخية التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للصين، كان من الملاحظ أيضاً اهتمام القطب الآسيوي الصيني باللغة العربية.
- برامج وأنشطة علمية
ويتضمن شهر اللغة العربية مجموعة من البرامج والأنشطة العلمية التي تقام مع جهات تعليمية عدة لتطوير مناهج تعليم اللغة العربية وتحسين أداء معلميها وتعزيز وجودها، كما يتخلل البرنامج جملة من الزيارات واللقاءات مع الجامعات الصينية التي تقدم برامج أكاديمية في اللغة العربية، والجمعيات والمراكز المهتمة بتعليمها ونشرها في الصين.
وأشار الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية عبدالله الوشمي إلى أن “المجمع ينشط في مسارات عديدة لنشر اللغة العربية محلياً وعالمياً، ومن بينها هذا البرنامج الذي يسعى إلى التعريف بالمجمع وأنشطته في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها،
والوقوف على جهود السعودية في خدمة العربية وعلومها في أنحاء العالم، والعمل المباشر على تدريب المعلمين ورفع كفاياتهم التدريسية، وتحقيق التقدم في نواتج تعلم اللغة العربية لدى المتعلمين.
ويعقد البرنامج على مدى أربعة أسابيع، ثلاثة منها في العاصمة بكين، وأسبوع في مدينة شنغهاي، ويشمل تنفيذ ندوة علمية وحلقتي نقاش وزيارات علمية، وأربع دورات تدريبية للمعلمين مخصصة لتنمية مهارات الكفاية اللغوية (الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة)،
وتركز جميعها على توظيف استراتيجيات التعلم النشط في تعليم اللغة العربية لغة ثانية وتعزيز ممارساتها، وتطوير كفايات معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها.
ويأتي برنامج “شهر اللغة العربية في جمهورية الصين” ضمن مشروع “برامج علمية حول تعليم اللغة العربية” الذي يشرف عليه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ونفذت منه نسخ في دول عدة، من بينها الهند والبرازيل وأوزبكستان وإندونيسيا، ويستمر المجمع في تقديم هذا البرنامج، في سياق عمله اللغوي والثقافي على المستوى الدولي.
- جائزة الأمير محمد بن سلمان
ووفق وكالة الانباء السعودية (واس) بدأت أعمال جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي التي أعلنت خلال زيارة ولي العهد السعودي إلى الصين عام 2019، التي تهدف إلى دعم التقارب الثقافي والحضاري بين البلدين.
وأكد وزير الثقافة السعودي خلال كلمة في حفلة إطلاق الجائزة في جامعة بكين حرص بلاده بالتواصل الثقافي مع شعوب العالم وخصوصاً الشعب الصيني، الذي يربطهم تاريخ عميق من التواصل الحضاري والمعرفي، وتأتي الجائزة لتشكل أيقونة عربية حضارية تعزز من فرص هذا التقارب الثقافي بين الثقافتين العربية والصينية لتنتقل إلى آفاق جديدة.
وقال الوزير إنه “عبر رؤية السعودية 2030 وسياسة الإصلاح والانفتاح الصينية تتشكل فرص كبيرة، يمكن أن نستثمرها معاً لتحقيق تقارب ثقافي أكبر، ومن هنا تقع هذه الجائزة في نقطة الالتقاء بين رؤيتين حضاريتين متفقتين في الطموحات، وتمنحان الثقافة دوراً أساسياً لتحقيق الأهداف”.
وأضاف أن هذه الجائزة المقبلة من قلب الجزيرة العربية والسعودية تطمح إلى بناء “طريق المعرفة”، وأن تستلهم القيم الثقافية لطريق الحرير التاريخي، وتأخذه إلى آفاق متجددة، وتعيد دوره الجوهري في بناء الجسور الراسخة بين شعبينا، وأن تسهم في التقارب بين الحضارتين العريقتين بتكريمها المبدعين في فروعها الأربعة.
وتهدف الجائزة الى التعريف بالسعودية وثقافتها ومنجزاتها في الأوساط الثقافية والشعبية الصينية، إضافة إلى تعزيز التواصل بين الشعبين في المجالات الثقافية، واستثمار القواسم المشتركة بين رؤية 2030 والرؤية الصينية (الحزام والطريق).
وتمنح الجائزة سنوياً في أربعة فروع هي البحوث والدراسات في المجالات الثقافية والأعمال الفنية والإبداعية، والترجمة بين اللغتين العربية والصينية، والفرع الرابع شخصية العام الثقافية من البلدين ممن قدموا جهداً في الثقافة والمعرفة.
إضافة إلى جائزة تشجيعية مخصصة للشباب في الفروع الثلاثة الأولى، وسيمنح الفائز شهادة تقديرية ومبلغ 375 ألف ريال سعودي (نحو 100 ألف دولار) وميدالية تذكارية.
ولا تقف الجائزة عند حد الاحتفاء السنوي بالأعمال التي تعزز التبادل الثقافي بين الرياض وبكين، بل تتجاوزه إلى خلق الفرص وإطلاق المبادرات والبرامج التي تسهم في تحقيق أهدافها، مع اهتمام خاص بفئة الشباب في البلدين.
- الرياض ضيف بكين
ومن مساعي البلدين إلى استمرار التواصل الثقافي بينهما وتعزيز التفاهم والتعاون المشترك في مجالات الأدب والثقافة والفنون، تحل السعودية كضيف شرف في معرض بكين الدولي للكتاب 2024، مما يعزز الحوار بين الثقافات ويعمق الصداقة والتعاون بين البلدين .
وستقدم الجائزة خلال مشاركتها تجربة ثقافية متكاملة تقودها هيئة الأدب والنشر والترجمة، بمشاركة عدد من الهيئات والكيانات ضمن المنظومة الثقافية، لتسليط الضوء على التراث والمخزون المعرفي والتنوع الثقافي للسعودية.
كما ستشهد مشاركة السعودية في المعرض تقديم برنامج ثقافي منوع، يتضمن مجموعة من الندوات والجلسات الحوارية، وورش العمل والعروض الفنية التي تغطي جوانب عدة في مجالات الثقافة والفن والأدب والمعرفة، بمشاركة مجموعة من الأدباء ودور النشر المحلية، للتعريف بالإبداعات الوطنية واستحضار الثقافة الوطنية العريقة.
المصدر: اندبندنت عربية