لسانيات

اللسانيات التطورية – Evolutionary Linguistics

اللغويات التطورية أو اللسانيات التطورية (Evolutionary Linguistics) دراسة علمية لأصول وتطور اللغات من ناحية دراسة اكتساب اللغة والتركيز على اللغة كخصائص عامة ومسلمات في مفهوم اللغة العام بخلاف تركيز علم اللسانيات التاريخية الذي يركز على لغة معينة أو عائلة من اللغات، وإلى جانب اكتساب اللغة والخصائص العامة للغة وتعلم اللغة، تدرس اللسانيات التطورية أصول اللغة، العمليات التي تشكلت فيها اللغة من نظام التواصل قبل اللغوي إلى نظام التواصل اللغوي والذي بدأ بشكل مبكر مع الانسان العاقل.


وتجدر الإشارة إلى اختلاف اللسانيات التطورية عن تطور اللغة (Evolution of language) الذي هو مجال آخر يجيب بصورة عام عن كيفية وجود اللغة عند الإنسان.


يعتبر اللغوي الألماني أوغست شلايشر (1821-1868) المؤسس والرائد في هذا التخصص وذلك بنظريته Stammbaumtheorie «نظرية الشجرة العائلية للغات».

ولكن لا يمتد تاريخ الدراسة العلمية للغويات إلى تاريخ ابعد من ذلك محاولات أخرى لذلك كانت في جمعية اللسانيات في باريس والتي منعت فيما بعد في عام 1866 حيث لم يكن هناك ما يكفي من مواد وبيانات لدراسة من هذا النوع.

وعادت الدراسة العلمية مرة ثانية في الخمسينات بعد توافر المصادر الكافية للدراسة العلمية للغويات. اما علم اللسانيات التطوري فقد انتعش منذ أواخر الثمانينات من القرن العشرين، أعقاب التقدم الملحوظ في التخصصات الأخرى كـ اللغويات النفسية واللغويات العصبية وعلم الإنسان التطوري وعلم النفس التطوري والعلم المعرفي.


صدرت كتب واوراق بحثية كثيرة في العقد الأول من الالفية تناولت نظريات ومقترحات لدراسات ومحاكاة حاسوبية وتجارب للسانيات التطورية. في 2012 صدر كتاب اللسانيات التطورية لكاتبيه روبريت وابريل مكوهان الاستاذين في جامعة ابيريسويث (Aberystwyth University) المنشور في جامعة كامبريدج والذي يتسائل عن الوقت والكيفية حيث تطور دماغ الإنسان العاقل وآلياته المعرفية لنمتلك اللغة، ولماذا أصبح اسلافنا حيوانات ذات لغة، وكتب أخرى عديدة في المجال.


يُعتبر التحدي الأساسي لهذا التخصص عدم توفر بيانات تجريبية يمكن الاستناد إليها في تحليل أي لغة محكية والتي غالبا ما تزول دون أدنى أثر. وقد شكل هذا التحدي ابتعادا وهجرا لهذا التخصص طال أكثر من قرن تقريبا.


تتجلى الصعوبة في كيفية استعادة السلوكيات اللغوية من السجلات الاحفورية. مثلاً صعوبة معرفة النظرية النحوية ومعالجتها في الدماغ حتى مرحلة متأخرة جداً. من المعروف ان الإنسان العاقل الموجود حالياً كان موجوداً قبل حوالي 150 الف عام كما تدل الاكتشافات في شمال أفريقيا والعلوم العصبية وعلم الوراثة كشفوا في القرن الـ 21 عن وجود تطورات على المستوى الجيني تتعلق باللغة.


غير أن امام التحديات في صعوبة الوصول للمعلومات في تلك الفترة السحيقة من اكتشاف الإنسان العاقل الأول والربط بين ذلك وبين الادلة الجينية على وجود التطورات في المستوى الجيني من أجل اللغة فإن الامل ما زال متاحاً عبر الفيزياء الاحصائية (Statistical physics) وبرامج المحاكاة الحاسوبية التي توصلت إلى طرق عديدة قادرة على الإجابة على الأسئلة الحرجة للسانيات التطورية.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى