الدراسات اللغوية

الرأسمال اللغوي – مؤشر قوة اللغة (PLI)

في دراسة أجراها المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال، حيث أنشأ كاي تشان مؤشر قوة اللغة (PLI) وصنف اللغات بناءً على خمس فرص يوفرها استيعاب اللغة: القدرة على السفر على نطاق واسع، والقدرة على كسب العيش، والقدرة على التواصل مع الآخرين، والقدرة على اكتساب المعرفة واستهلاك وسائل الإعلام، والقدرة على الانخراط في الدبلوماسية.


ضمن هذه الأقسام الخمسة، استخدم تشان 20 مؤشرًا كالناتج المحلي الإجمالي المرتبط بالبلدان التي تتحدث لغة معينة، والمساحة الجغرافية التي يُتحدّث فيها بلغة ما، وكمية محتوى الإنترنت والوسائط المرتبط بلغة ما لتصنيفها.


خلص تشان في بحثه إلى أن اللغة الإنجليزية ليست فقط أقوى لغة بشكل عام، ولكنها أيضًا أقوى لغة عبر الفئات الخمس.


تأتي ثانيا لغة ماندرين الصينية في نصف قوة اللغة الإنجليزية، بالرغم من أن معظم الناس في العالم يتحدثونها، لكن لا يتحدث بها على نطاق واسع خارج شعوب الماندرين.


بقية اللغات الأخرى ضمن العشرة الأوائل قوية في فئة أو فئتين (مثل الفرنسية للدبلوماسية أو الهندية في فئة المعرفة والإعلام وتأتي اللغة العربية الرابعة في المساحة الجغرافية والدبلوماسية)، ولكن لا يوجد منها ما يعادل الهيمنة الشاملة للغة الإنجليزية.


  • رأس المال اللغوي واللغة المشتركة

غالبًا ما تُعتبر اللغة الإنجليزية هي لغة التواصل المشترك في العالم اليوم نظرًا لتنوع البلدان والمجتمعات التي اعتمدت اللغة الإنجليزية كشكل وطني أو تجاري أو اجتماعي للتواصل.


ساعدت العولمة والاستعمار والنظام الرأسمالي في تعزيز اللغة الإنجليزية كلغة مهيمنة في العالم، واستكملت بسنوات من الهيمنة البريطانية والأمريكية على النظام العالمي.


اليوم، يتحدث اللغة الإنجليزية ما يقرب من 1.39 مليار شخص وفقًا لمنتدى الاقتصادي العالمي، تبرز على اللغات الأخرى من خلال التنوع الجغرافي في مكان التحدث بها.


وفقًا لأروين أرمبريتشت، تعتبر لغة الماندرين الصينية هي اللغة الأولى الأكثر استخدامًا في العالم، ولكن تأثيرها يتخلف عن اللغة الإنجليزية نظرًا لاستخدامها المحدود خارج الأمم الناطقة بلغة الماندرين.


نتيجة لذلك، لا يمكن بتاتا مقارنة الرأسمال اللغوي للغة الماندرين الصينية بالرأسمال اللغوي للإنجليزية، وهذا يسمح للغة الإنجليزية أن يكون لها مثل هذا الدور المهم في جميع أنحاء العالم.


  • شهرة اللغة الإنجليزية على الإنترنت

الماندرين الصينية هي اللغة الأكثر استخدامًا في العالم من خلال عدد المتحدثين باللغة الأم. ومع ذلك لا تعتبر لغة تواصل مشترك، كالإنجليزية في العالم.


يعزو العديد من المتخصصين أن الاستخدام الواسع للغة الإنجليزية إلى الإنترنت بحد كبير. عدد المواطنين الصينيين ممن يتصفحون الإنترنت أكثر من أي جنسية أخرى في العالم، ومع ذلك تظل اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر شيوعًا على الإنترنت.


يمكن أن يُعزى ذلك إلى عوامل متعددة مثل استخدام مواقع الويب المصممة أساسًا لاستخدام اللغة الصينية للشعب الصيني، والإنترنت الخاضع للرقابة.


يمكن وصف ذلك بأنه وسيلة لخلق شكل من أشكال العزلة اللغوية. وفقًا لأمبريتشت، لم ينتشر استخدام لغة الماندرين كلغة تواصل مشترك لأنها “تقتصر على شبكات مثل سينا ويبو (تويتر صيني) وبايدو بايكه (ويكيبيديا الصينية).


يمكن رؤية ظاهرة مماثلة في روسيا، حيث يستخدام فكونتاكتي (Facebook الروسي) أكثر من العديد من الشبكات الاجتماعية العالمية.” ينشئ مستخدمو هذه الشبكات الاجتماعية مجتمعات خطاب عبر الإنترنت تبتعد عن الإنترنت الناطق باللغة الإنجليزية ولكنها تعيق أيضًا دمج لغتهم في تدفقات الوسائط المعولمة.


  • الماركسية اللغوية

نشأت الماركسية اللغوية من لغويي الاتحاد السوفيتي. كانت محاولة لبناء نظرية لتطوير ، وبناء، وإعمال لغة على أساس الأسس الماركسية. أعمال اللغويين الماركسيين موجودة في شكل “خطوط منهجية عريضة”.


من الواضح أيضًا أن أفكار ماركس وإنجلز حول اللغة لم تكن قضايا لغوية على وجه التحديد. لقد فكروا في أسألة اللغة التي من شأنها أن تجعل مواقفهم في العلوم الاجتماعية أكثر وضوحًا. تندرج هذه العلوم الاجتماعية ضمن التاريخ والاقتصاد السياسي والفلسفة، وليست علم لغة.


ظهرت الأفكار التي تتحدى رأس المال اللغوي أثناء تزعم ستالين للاتحاد السوفيتي. ورد ستالين على اللغويين السوفييت في رسائل رد من مقال بتاريخ 20 يونيو 1950.


ادعى ستالين أن “اللغة لا تتعلق بالبنية الاقتصادية أو المعيشية للمجتمع (الأساس) أو الآراء السياسية والدينية والقانونية والفلسفية والفنية للمجتمع (البنية الفوقية).


بل، تنتمي اللغة إلى “المسار الكامل لتاريخ المجتمع وتاريخ الأساس لقرون عديدة”. يعتبر ستالين أن اللغة والثقافة شيئان منفصلان، وادعى أن الكثير من الناس يرتكبون خطأ الربط بينهما.


وادعى أن الثقافة تتغير مع كل فترة جديدة، لكن اللغة تظل كما هي نسبيًا طوال الفترات العديدة. هذا الانفصال بين الثقافة واللغة هو عكس ما يستلزمه رأس المال اللغوي.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى