العلوم العسكرية

22 دولة لم تغزها بريطانيا – تفكيك للأسطورة الإمبراطورية

لطالما شكلت الإمبراطورية البريطانية إحدى القوى الأكثر تأثيرًا في التاريخ الحديث، حيث امتدت سيطرتها ونفوذها إلى مناطق شاسعة من العالم. تشير دراسة حديثة إلى أن بريطانيا غزت نحو 90% من دول العالم خلال تاريخها الطويل، ولم تستثنِ سوى 22 دولة فقط. هذه النتيجة تثير العديد من التساؤلات حول طبيعة التوسع البريطاني، ودوافعه، والمناطق التي نجت من الغزو، والآثار السياسية والاقتصادية لهذا الانتشار الواسع.

  • حجم التأثير الاستعماري البريطاني

خلال قرون من التوسع العسكري والاقتصادي، استخدمت بريطانيا عدة وسائل لبسط سيطرتها، بدءًا من الغزو العسكري المباشر، مرورًا بالاحتلال الاستيطاني، وصولًا إلى السيطرة غير المباشرة عبر النفوذ السياسي والاقتصادي. هذا النهج جعلها تؤثر في مصير العديد من الدول، لكن بعض الدول استطاعت أن تظل خارج دائرة الاحتلال المباشر.

  • الدول التي لم تتعرض للغزو البريطاني

بحسب كتاب: “جميع الدول التي غزوناها والدول القليلة التي لم نصل إليه / All the Countries We’ve Ever Invaded: And the Few We Never Got Round To“ا” للمؤرخ ستيوارت ليكوك، فإن الدول التي لم تتعرض للغزو البريطاني تشمل: أندورا، بيلاروسيا، بوليفيا، بروندي، جمهورية إفريقيا الوسطى، تشاد، الكونغو، غواتيمالا، ساحل العاج، قرغيزستان، ليختنشتاين، لوكسمبورغ، مالي، جزر مارشال، موناكو، منغوليا، باراغواي، ساو تومي وبرينسيبي، السويد، طاجيكستان، أوزبكستان، والفاتيكان.

  • لماذا لم تغزُ بريطانيا هذه الدول؟

1. العزلة الجغرافية وصعوبة الوصول

بعض الدول، مثل منغوليا وطاجيكستان، كانت بعيدة عن مسارات التوسع البريطاني التقليدية، ولم تشكل هدفًا استراتيجيًا مهمًا.

2. عدم وجود مصالح استراتيجية

الدول الصغيرة مثل ليختنشتاين وموناكو لم تكن ذات قيمة اقتصادية أو عسكرية تستدعي التدخل البريطاني.

3. قوى منافسة قوية

في بعض الحالات، كانت القوى الاستعمارية الأخرى، مثل فرنسا أو روسيا، تسيطر بالفعل على تلك المناطق، مما جعل التدخل البريطاني غير ضروري أو غير ممكن.

4. الحياد السياسي

دول مثل السويد وأندورا تبنت سياسات الحياد، مما جعلها أقل عرضة للغزو.

  • الآثار المترتبة على الاستعمار البريطاني

1. التأثير السياسي

تركت الهيمنة البريطانية إرثًا من التقسيمات السياسية المصطنعة، مثل الحدود المرسومة تعسفيًا بين الدول، مما أدى إلى نزاعات طويلة الأمد.

2. التأثير الاقتصادي

ساهم الاستعمار في بناء البنية التحتية في بعض المناطق، لكنه في المقابل استنزف الموارد الطبيعية واستغل القوى العاملة بشكل كبير.

3. التأثير الثقافي

انتشرت اللغة الإنجليزية كناتج مباشر للاستعمار، كما أثرت بريطانيا في النظم القانونية والتعليمية للعديد من الدول.

  • هل كان الاستعمار البريطاني نعمة أم نقمة؟

في حين يرى البعض أن النفوذ البريطاني ساهم في نشر الديمقراطية والقوانين الحديثة، فإن آخرين يجادلون بأن الاستعمار أدى إلى تدمير الهويات المحلية، واستغلال الثروات، وتأجيج النزاعات الإقليمية.

لا يزال تأثير الاستعمار البريطاني حاضرًا في العديد من دول العالم، سواء من حيث النظم السياسية أو البنية الاقتصادية أو الثقافة.

ومع ذلك، فإن الدول التي لم تتعرض للغزو البريطاني تمكنت من تطوير مساراتها الخاصة دون تدخل استعماري مباشر. يبقى هذا الموضوع مجالًا واسعًا للتحليل والدراسة، لفهم كيف يمكن للتاريخ أن يؤثر على حاضر ومستقبل الشعوب.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى