يُعد معجم البلدان؛ من أعظم الموسوعات العربية في الجغرافيا والتاريخ، وهو من تأليف الأديب والشاعر والمؤرخ شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، المشهور بـ ياقوت الحموي (1179–1229م). ألّف هذا العمل الموسوعي بين عامي 1220 و1224م، فجمع فيه خلاصة معارف عصره عن الأرض والبلدان والأقاليم والمدن والقبائل.
- القيمة العلمية والتاريخية للكتاب
يُعتبر معجم البلدان مرجعا أساسيا لدراسة الجغرافيا التاريخية والحضارية في العالم الإسلامي خلال القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي). وقد أصبح مع مرور الزمن مصدرا لا غنى عنه للباحثين في التاريخ، الجغرافيا، الأدب، والدراسات الإسلامية، كما تمت طباعته وترجمته إلى لغات متعددة عبر القرون.
- محتويات الكتاب
يتضمن الكتاب وصفا شاملا ودقيقا لمئات المدن والبلدان والأقاليم، معتمدا على الروايات التاريخية، والأشعار، والأمثال، ونصوص العلماء. ومن أبرز موضوعاته:
- صورة الأرض: عرض لما قاله المتقدمون والمتأخرون من العلماء عن شكل الأرض وأقاليمها.
- أخبار البلدان: معلومات تفصيلية عن المدن والمواضع والأنهار والجبال.
- وحدات القياس: تعريف بالوحدات المتداولة آنذاك مثل: الفرسخ، البريد، الكورة، والميل.
- الأقاليم: شرح لمفهوم الإقليم وطبيعته وخصائصه.
- الجغرافيا الإسلامية: تحديد للأراضي والأقاليم التي انتشر فيها الدين الإسلامي في زمنه.
- البوادي ومنازل العرب: وصف للقبائل العربية والبوادي والقفار، اعتمادا على الشعر العربي والنثر والنوادر، مع الاستشهاد بأعلام مثل الأصمعي، هشام الكلبي، وأبو سعيد السيرافي.
أثر معجم البلدان
لا يُعد الكتاب مجرد معجم جغرافي، بل هو موسوعة معرفية جامعة جمعت بين اللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا. فقد مثّل حلقة وصل بين علوم العرب في العصور الإسلامية الزاهرة وبين الدراسات الحديثة، مما جعله مرجعا خالدا في المكتبات العربية والعالمية.
