‏قال الأصمعي: ‏جلستُ إلي رجلٍ؛ والله ما ظننتُه يجمعُ بين كلمتيْن

قال أبو عثمان الثوري لابنه يا ابني:

كُلْ من مما يليك، وعوِّد نفسَك مُجاهدة الهوى، ولا تُدمن الأكل إدمان النِّعاج، ولا تُلقم لُقَمَ الجمال، فإن الله جعلك إنساناً فلا تجعل نفسَك حيواناً.

‏واعلم أن الشِّبَعَ داعية التُخمة؛ وأن التخمة داعية السَّقَم؛ وأن السَّقم داعية الموت؛ ومن مات هذه الميتة فقد مات ميتة لئيمة.

العقد الفريد – لابن عبد ربه.

‏قال الأصمعي:

‏جلستُ إلي رجلٍ؛ والله ما ظننتُـه يجمعُ بين كلمتيْـن، فاستنطقته فإذا هو نارٌ تأجج.
‏فقلت: أتحسنُ شيئاً من الحِكمة تفيدني بها؟

‏فقال: الرجوع عن الصمت أحسن من الرجوعِ عن الكلام. والعطية بعد المنع أحمدُ من المنع بعد العطية.
‏والإقدام على العمل بعد التأني فيه؛ أحسن من الإمساك عنه بعد الإقدام عليه.