القرامطة .. من هم ولماذا اشتهروا بهذا الاسم ؟
القرامطة؛ طائفة سياسية دينية، عُرفت بذلك نسبة إلى أحد دعاتها حمدان بن الأشعث الملقب بـ”قرمط”.
ظهرت الحركة القرمطية في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، وهي استمرار للدعوة الإسماعيلية على الرغم من الأطوار العصيبة التي مرت بها العلاقة بين الحركة الأم (الإسماعيلية) والحركة الناشئة (القرمطية) ، ووصولها إلى حد المواجهة المسلحة ، حين هاجم القرامطة مدينة سلمية مركز الدعوة الإسماعيلية.
كان النزاع بين حمدان قرمط وأسياده قد تفجر حول مسألة الإمامة. فقد كان حمدان وصهره عبدان قد تلقيا الأمر بتعليم أن الإمام محمد بن إسماعيل كان لا يزال حياً ، وأن عودته في صورة المهدي باتت وشيكة.
وادعى ، في تلك الأثناء ، عبيد الله الإمامة لنفسه وأنكر عودة محمد بن إسماعيل ، فعدَّ حمدان وعبدان نفسيهما بأنهما خدعا ، وأوقفا الدعوة له ، كما أن عصمة الإمام كانت مثار خلاف بين الطرفين ، إذ لم تكن العصمة معروفة لأحد عند القرامطة.
نشأت الحركة في سواد العراق في عام 261هـ/ 875م في عهد الخليفة العباسي المعتمد ( 870م/ 892م) ثم انتقلت إلى بلاد الشام والبحرين واليمن. والراجح أن الاتجاه الاجتماعي–الاقتصادي ، قد غلب على اتجاهها الديني على الرغم من أن دعاتها كانوا متطرفين في آرائهم الدينية المتعلقة بالشريعة الإسلامية.
ويُعد حمدان بن الأشعث ، وهو من أهل الكوفة ، أحد دعاة القرامطة الأوائل ، وقامت دعوته في أعقاب القضاء على حركة الزَّنج ، واتجهت إلى أولئك الذين نجوا في المناطق التي عمت فيها الحركة المذكورة ، فصادفت رواجاً كبيراً بين صفوف الأعراب ، الذين يتوقون إلى الغنائم ، وفلاحي السواد ، والطبقات الفقيرة.
وحدث أن خبت الحركة في العراق بفعل الخلاف الذي حصل بين قادتها والقيادة الإسماعيلية. وترتبط بدايات الدعوة القرمطية في البحرين بالحركة القرمطية في سواد الكوفة منذ أيام حمدان قرمط وعبدان. فقد جرى إرسال داعية إلى منطقة هجر يدعو بين قبائلها.
والراجح أن اسم هذا الداعية ، أبو زكريا يحيى بن علي الطمامي ، وقد أُرسل في عام 894م ، ثم أُلحق ، بعد مدة ، بأبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي ، وذلك بعد القضاء على حركة الزَّنج.
قام أبو سعيد بتصفية الداعي الطمامي وتوسع في هجر والأحساء والقطيف ، وسائر البحرين ، وأنشأ دولة مستقلة عاصمتها المؤمنية ، وذلك في عام 899م.