اقتباسات

أولاد حارتنا: الرواية التي هزّت الأدب العربي

تُعد رواية أولاد حارتنا للكاتب الكبير نجيب محفوظ من أبرز الأعمال الأدبية في تاريخ الأدب العربي الحديث، وقد أثارت منذ نشرها جدلا واسعا بين الأوساط الثقافية والدينية والسياسية. هذه الرواية، التي يُنظر إليها على أنها ذروة إنتاج محفوظ الأدبي، حملت في طياتها رموزا فلسفية ودينية عميقة جعلتها من أكثر الأعمال إثارة للجدل في القرن العشرين.

  • قصة المنع والجدل: أولاد حارتنا في مرمى الاتهام

رغم القيمة الأدبية لرواية أولاد حارتنا، إلا أنها مُنعت من النشر في مصر لعقود، واتُهم محفوظ على إثرها بالإساءة إلى الأديان والأنبياء، حتى أن حياته كانت مهددة، وتعرض لمحاولة اغتيال فعلية بسببها. وعلى الرغم من هذه الضغوط، فقد أكد محفوظ في أكثر من مناسبة أن الرواية تدعو إلى العدل والمساواة، وتُبرز توق الإنسانية إلى القيم التي جاءت بها الرسالات السماوية.

  • رؤية نجيب محفوظ: الأدب في خدمة العدالة

يصرّ نجيب محفوظ في دفاعه عن أولاد حارتنا على أن الرواية لم تكن تجديفا، بل كانت دعوة لتجديد القيم الثورية والاجتماعية، ووقفة أمام ما رآه انحرافا عن مبادئ ثورة يوليو. وقد نُشرت الرواية أول مرة في حلقات بجريدة الأهرام المصرية بقرار شجاع من الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، لكنها لم تُطبع في كتاب داخل مصر إلا بعد سنوات طويلة، وتحديدا في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة.

  • حبكة رمزية وأبعاد فلسفية

تدور أحداث الرواية حول شخصية الجبلاوي وأبنائه، وتركّز على رحلة أدهم وما يتبعها من أحداث تعكس صراع الخير والشر، وتطرح تساؤلات حول السلطة والدين والمجتمع. ويرى كثير من النقاد أن أولاد حارتنا تقدّم قراءة رمزية لقصة الخلق، وتجسد محطات مفصلية في التاريخ الروحي للإنسانية، ما جعل رجال الدين يعتبرونها تجاوزا خطيرا على القصص السماوية.

مقالات ذات صلة

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى