اقتباساتشعر

أول إعلان شعري في التاريخ – قصة الخمار الأسود

بيت شعر غيّر السوق!

لطالما لعبت الكلمات دورًا محوريًا في التأثير على الجماهير، ولكن هل تعلم أن أول إعلان شعري في التاريخ كان في شكل بيت من الشعر نظمه الشاعر ربيعة بن عامر، الملقب بالدارِميّ؟ هذه القصة ليست مجرد حكاية عن الشعر، بل هي نموذج مبكر للتسويق الإبداعي القائم على التأثير العاطفي.

  • القصة الكاملة: كيف أنقذ الشعر تاجرا؟

جاء أحد التجار إلى الدارمي يشكو حاله؛ فقد نفدت جميع الخُمُر (جمع خِمار) التي يبيعها، باستثناء الخمار الأسود، الذي لم يلقَ رواجًا بين النساء. فطلب من الدارمي المساعدة، ووعده بمكافأة على إيجاد حل لهذه المشكلة.

كان الدارمي قد اعتزل الشعر وكرّس وقته للعبادة، لكنه قرر أن يستخدم موهبته لمساعدة التاجر. فكتب قصيدة شهيرة، وأرسلها إلى صديق له من المغنّين ليقوم بأدائها. وكانت كلماتها:

قل للمليحة في الخمار الأسودِ ** ماذا فعلتِ بزاهدٍ متعبّدِ

ثم أكمل القصيدة ببيتَين زادَا من تأثير القصة:

قد كان شمّر للصلاة ثيابهُ ** حتى خطرت له بباب المسجدِ
ردّي عليه صلاته وصيامهُ ** لا تقتليه بحقّ دين محمدِ

انتشرت القصيدة بسرعة في المدينة، وبدأت النساء في البحث عن الخمار الأسود، حتى لم تبقَ واحدة إلا واشترته. وهكذا، تمكن التاجر من بيع كل ما لديه من الخُمُر السوداء في وقت قياسي!

أما الدارمي، فبعد أن حقق هدفه، عاد إلى حياة الزهد والتنسك، تاركًا خلفه واحدة من أقدم وأروع قصص التسويق الإبداعي في التاريخ.

  • المصدر

القصة وردت في كتاب العقد الفريد للمؤلف ابن عبد ربه الأندلسي، وهو شاعر وأديب أندلسي واسع الاطلاع، اشتهر بكتابته في الغزل والزهد، وخلّد اسمه في عالم الأدب العربي.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى