بين الملك الحسن الثاني والعلامة التونسي محمد الفاضل
كان الملك الحسن الثاني – ملك المغرب – رحمه الله أصوليًّا فقيهًا على عادة أجداده الملوك الحسنيين، ومنهم السلطان مولاي عبد الحفيظ صاحب «الجواهر اللوامع نظم جمع الجوامع».
ولما استدعى العلامة التونسي الكبير محمد الفاضل ابن الشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور لإلقاء محاضرة في الدروس الحسنية – وهي عادة كريمة يحافظ عليها ملوك المغرب- تملكت الغيرة قلوب بعض العلماء المغاربة.
فأوعزوا للملك الحسن بضعف علم الشيخ محمد الافضل، وقلة اطلاعه، وانعدام تمكنه، فلما أُعطي محمد الفاضل موضوع الدرس، وجلس للمحاضرة فيه أمام الملك، بادره الملك بسؤال عويص من بطون كتب أصول الفقه، من المسائل النادرة التي يغيب تقريرها عن ذهن كثير من العلماء.
فما كان من الشيخ محمد الفاضل إلا أن بسط فيها الحديث تقريرًا وشرحًا، وبيانًا لمذاهب الأصوليين فيها، وما يترتب على اختلافهم فيها، فما كان من الملك إلا أن قام واستلم رأسه مقبِّلًا!
رحم الله الملك الحسن الثاني وأسكنه فسيح جنانِه.