“سويسرا” .. دولة تُقدس الحياد
يُعد الحياد السياسي؛ أحد المبادئ الرئيسية في سياسة سويسرا الخارجية، والذي ينص على ألا تشارك سويسرا في أي حرب مسلحة بين الدول الأخرى. هذه السياسة مفروضة ذاتيا، دائمة، ومسلحة، ومصممة لضمان الأمن الخارجي وتعزيز السلام العالمي.
سويسرا لديها أقدم سياسة للحياد العسكري في العالم، حيث أنها لم تشارك في أي نزاع مسلح خارجي منذ أن تم إقرار حيادها بموجب معاهدة باريس لعام 1815.
على الرغم من أن القوى الأوروبية (النمسا وفرنسا والمملكة المتحدة والبرتغال وبروسيا وروسيا وإسبانيا والسويد) وافقت في مؤتمر فيينا في مايو 1815 على ضمان حيادية سويسرا.
إلا أن التصديق النهائي على ذلك تأخر إلى ما بعد هزيمة نابليون بونابرت، حتى تتمكن بعض قوات التحالف من غزو فرنسا عبر الأراضي السويسرية.
سويسرا لديها تاريخ من الحياد المسلح يعود إلى حقبة الإصلاح الديني في البلاد؛ لم تكن في حالة حرب دوليًا منذ عام 1815 ولم تنضم إلى الأمم المتحدة حتى عام 2002. ومع ذلك، فإن البلاد تتبع سياسة خارجية نشطة وتشارك بشكل متكرر في عمليات السلام في جميع أنحاء العالم.
ترجع بدايات الحياد السويسري إلى هزيمة الاتحاد السويسري القديم في معركة مارينيانو في سبتمبر 1515، أو معاهدة السلام التي وقعها الاتحاد السويسري القديم مع فرنسا في 12 نوفمبر 1516. قبل ذلك، نهج الاتحاد السويسري القديم سياسة خارجية توسعية.