اقتباسات

حكايات ساخرة من عالم الحيوان: دروس وعِبر بأسلوب شعري لاذع

الأدب الساخر، لطالما كان مرآة تعكس تناقضات الواقع بلمسة فكاهية لاذعة، ومن بين أروع صوره ما نجده في الحكايات الشعرية التي تجسّد تصرفات البشر عبر شخصيات الحيوانات. إليكم مشهدين شعريين يعكسان حكمة بالغة في ثوب ساخر ظريف.

  • حين سقط الحمار من السفينة… ولم يُهضم! 🐴

سقط الحمارُ من السفينة في الدُجى ** فبكى الرفاق لفقده وترحّموا
حتى إذا طلع النهار أتت به ** نحو السفينة موجةٌ تتقدّمُ
قالت: خذوهُ كما أتاني سالما ** لم أبتلعهُ لأنّه لا يُهضمُ

في هذه الأبيات، يصوّر الشاعر حال فقدان من لا يُفتقد، فحتى البحر -بغرائزه المتوحشة- لفظ الحمار ولم يهضمه! وكأن الطبيعة نفسها ترفض بعض الكائنات التي لا تُضيف قيمة تُذكر، تماما كما في عالم البشر!

  • الليث والعجل… والدهاء في خدمة البقاء 🦁

نظر الليث إلى عجل سمين ** كـان بالقــرب على غيط أمين
فاشتهت من لحمه نفسُ الرئيس ** وكذا الأنفسُ يُصيبها النفيس
قال للثعلب: يا ذا الاحتيال ** رأسُك المحبوب أو ذاك الغزال
فــدعا بالسعـد والعُمر الطويل ** ومضى في الحال للأمر الجليل

هنا نجد حكمة القوة والمكر، فالأسد حين اشتهى العجل لم يُقدم عليه مباشرة، بل استعان بمكر الثعلب ليُنجز المهمة، دلالة على أن القوي لا يُنجز كل شيء بيده، بل قد يلجأ إلى أصحاب الدهاء لتحقيق مراده!

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى