“محور الشر”: المصطلح الذي أشعل حروبا لا نهاية لها
“محور الشر” (Axis of Evil)، عبارة أطلقها الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في خطاب حالة الاتحاد بتاريخ 29 يناير 2002، لوصف حكومات إيران، العراق، وكوريا الشمالية. وفقًا لبوش، مثلت هذه الدول تهديدًا كبيرًا للأمن العالمي بسبب دعمها المزعوم للإرهاب وسعيها لتطوير أسلحة الدمار الشامل.
هذا الخطاب كان بمثابة إعلان نوايا للحرب الأمريكية على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وأسهم في توجيه السياسات الخارجية للولايات المتحدة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
لاحقًا، وفي 6 مايو 2002، أضاف السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة جون بولتون تصنيفًا جديدًا بعنوان “ما وراء محور الشر” (Beyond the Axis of Evil)، ليشمل دولًا أخرى مثل: ليبيا، سوريا، وكوبا، متهمًا إياها بتهديد الأمن والسلم الدوليين.
وفي عام 2005، استخدمت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عبارة جديدة لوصف دول أخرى مثل: كوبا، روسيا البيضاء، زيمبابوي، وميانمار تحت مسمى “ركائز الاستبداد” (Outposts of Tyranny). هذه التصنيفات أثارت جدلًا عالميًا، حيث رآها البعض محاولة لتبرير التدخلات العسكرية والسياسية الأمريكية، بينما وصفها آخرون بأنها تعبير عن سياسة القوة التي تنتهجها الولايات المتحدة لتشكيل النظام الدولي وفق مصالحها.
- الخلفيات والتفاصيل:
تعبيرات مثل “محور الشر” و”ما وراء محور الشر” ليست مجرد عبارات خطابية، بل أدوات سياسية تهدف إلى تقسيم العالم إلى معسكرات متناقضة، وترسيخ صورة “العدو” أمام الرأي العام الأمريكي والدولي. هذه الاستراتيجية تعتمد على استثارة المخاوف من الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل لإضفاء شرعية على التدخلات الأمريكية، سواء عبر الدبلوماسية القسرية أو الحرب المباشرة.
لكن هذه التصنيفات لم تسلم من الانتقاد. فقد وصفها البعض بأنها تعبير عن ازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية، إذ يتم التركيز على دول بعينها دون أخرى رغم سجلها المتشابه، ما يعكس أولويات اقتصادية وجيوسياسية أكثر من كونها أخلاقيات عالمية.