كتاب: “نابليون” – (نسخة نادرة 1927م) PDF
كتاب: نابليون
تأليف: هربرت فيشر
ترجمة: محمد نوفل ومحمد مصطفى زيادة
تاريخ النشر: 1927م
يعد كتاب “نابليون” للمؤرخ البريطاني هربرت فيشر أحد الأعمال التاريخية البارزة التي تناولت حياة وإرث الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت.
يقدّم الكتاب نظرة شاملة ودقيقة على حياة نابليون، مشيرًا إلى دوره المركزي في إعادة تشكيل السياسة الأوروبية من خلال غزواته العسكرية وأفكاره القانونية.
- محتوى الكتاب:
يتناول الكتاب سيرة نابليون بدءًا من نشأته في جزيرة كورسيكا وصولاً إلى صعوده إلى السلطة كإمبراطور لفرنسا، وتحليلاً مفصلًا لمعاركه الشهيرة مثل معركة واترلو وتوسع الإمبراطورية الفرنسية.
يتعمق المؤلف في شخصية نابليون كقائد عسكري واستراتيجي فذ، ويطرح أيضًا فكرته عن التحديث والإصلاحات التي قام بها خلال حكمه في مجالات القانون، والتعليم، والاقتصاد.
هربرت فيشر، المعروف بتاريخه الأكاديمي العريق، يقدم في هذا الكتاب تحليلًا نقديًا لدور نابليون في تغيير مسار التاريخ الأوروبي والعالمي، موضحًا تأثيرات غزواته على الدول الأوروبية وتفاعلاته مع القوى السياسية في ذلك الوقت.
- أهمية الكتاب:
– التحليل الأكاديمي: الكتاب يعرض دراسة دقيقة لحياة نابليون استنادًا إلى الوثائق والأبحاث المتاحة في ذلك الوقت، ما يجعله مرجعًا قيمًا لفهم هذه الشخصية التاريخية المؤثرة.
– ترجمة متميزة: الترجمة التي قام بها محمد نوفل ومحمد مصطفى زيادة تضيف للكتاب بعدًا عربيًا، حيث نجح المترجمان في نقل النص بشكل سلس ومفهوم، مع الحفاظ على دقة المعلومات والمحتوى التاريخي.
- معلومات إضافية:
– المؤلف: هربرت فيشر، مؤرخ بريطاني بارز، معروف بأبحاثه عن تاريخ أوروبا في القرن التاسع عشر.
– الناشر: صدر الكتاب في القاهرة عام 1927، ويُعدّ من أوائل الأعمال المترجمة التي تناولت سيرة نابليون بتفصيل شامل.
– التأثير التاريخي: الكتاب لا يتناول فقط جوانب الحياة العسكرية لنابليون، بل يغطي أيضًا تأثيره القانوني والسياسي، مثل مدونة نابليون التي أثرت على القوانين الحديثة في أوروبا والعالم.
بفضل هذا الكتاب، يمكن للقارئ العربي فهم أعمق لشخصية نابليون وما تركه من إرث في التاريخ العالمي، بدءًا من توسعاته العسكرية وصولاً إلى إسهاماته في تحديث فرنسا.
- التعريف بالمؤلف:
فيشر هربرت – Fisher Herbert
هربرت فيشر Herbert Fisher (1865ـ 1941)؛ مؤرخ بريطاني معاصر، ولد في مدينة لندن، نشأ في كنف والده الذي كان يعمل سكرتيراً خاصاً لولي العهد الإنكليزي، ولما بلغ الثالثة عشرة من عمره أرسله أبوه إلى كلية ونشستر Winchester، فتخرج فيها بعد ستة أعوام، التحق بعدها بجامعة أوكسفورد.
درس الفلسفة بادئ الأمر، ثم خصّص نفسه لدراسة علوم التاريخ، فرحل إلى فرنسا، والتحق بمدرسة الوثائق، وأخذ علومه عن فحول أساتذة التاريخ في حينه؛ رينان Renan وتين Taine.
ثم غادر إلى ألمانيا والتحق بجامعة غوتنغن Güttingen، وقفل بعد ذلك راجعاً إلى بلده؛ ليبدأ عمله عضواً في هيئة تدريس التاريخ.
في عام 1898 أنهى كتابه «العصور الوسطى» The Medieval، ثم اهتم على نحو خاص بدراسة عصر نابليون، فوضع كتاباً بعنوان «دراسات في رجل الدولة النابليوني» Studies in Napoleonic Statesmanship وآخر بعنوان «البونابرتية» Bonapartism.
وفي عام 1913 أصدر كتاب «نابليون بونابرت» Napoléon Bonaparte، كانت له مساهمات نفيسة في مجموعة «تاريخ كمبردج للعصر الحديث» Cambridge Modern History إضافة إلى أعمال أخرى جعلته في مقدمة مؤرخي العصر الحديث في بريطانيا.
لم يقتصر نشاط هربرت فيشر على التدريس والتأليف، فقد حفزه عمله مؤرخاً على أن يسهم في النشاط السياسي، فكان ميالاً لمناصرة حزب الأحرار، ويقوم بين الحين والآخر بإلقاء المحاضرات العلمية في مجالي التاريخ والسياسة.
ولأهمية هذه المحاضرات، صار مع نهاية القرن التاسع عشر من أبرز مدرسي جامعة أكسفورد، ووجهت إليه الدعوات من مختلف الجامعات المهمة في العالم، كجامعات جنوب إفريقيا التي لاقى فيها نجاحاً باهراً، وجامعة هارفرد، ثم تولى رئاسة جامعة شفيلد، وسافر إلى الهند عام 1913، وألقى محاضرات عدة في جامعاتها.
كان هربرت فيشر فخوراً بأمته مزهوّاً بروائع الأعمال المنسوبة إلى أبنائها في مختلف الميادين، وكان على صلة بأبرز الشخصيات السياسية التي كانت تستأنس بآرائه.
وعندما شرع لويد جورج L.George في تأليف وزارته سنة 1916، عهد إليه بحقيبة المعارف، وقد بقي في منصبه هذا أكثر من ست سنوات، بذل جهوداً كبيرة في أثنائها لرفع مستوى التعليم، ووضع قانون التعليم المعروف باسمه، وأجازه البرلمان البريطاني سنة 1918.
وقد اشتمل هذا القانون على الأسس الكفيلة بالنهوض بأعباء التعليم وترقيته، وفيه من الاهتمام ما يحفز المدرسين على العطاء من خلال زيادة أجورهم في أثناء خدماتهم وبعدها. ولم يقتصر عمل فيشر على وزارة المعارف.
فقد تقلد منصب وزارتي الهند وإيرلندا، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية، ومثّل بريطانيا في اجتماعات عصبة الأمم، ثم استقال من مهامه الوزارية سنة 1922، وانقطع للعمل العلمي، فذهب إلى كندا وحاضر في جامعاتها، ثم إلى أمريكا حيث ألقى سلسلة من المحاضرات في جامعة هارفرد،
ثم عاد إلى بريطانيا؛ ليتولى عمادة كليته القديمة ونشستر، وبقي يشغل هذا المنصب حتى آخر يوم في حياته. وإضافة إلى أعماله العلمية انتخب رئيساً للدراسات الصيفية للمعلمين بمدينة لندن، وزميلاً بالكلية الملكية ورئيسا للمجمع العلمي البريطاني.
وفي عام 1930 بدأ بتأليف كتابه الخالد تاريخ أوربا» A History of Europe، وأتمّه سنة 1935، وهو سفر ضخم يشتمل على بحوث عديدة ومتشعبة. ولخدماته العلمية الجليلة منحته الدولة وسام الجدارة Order of Merit.
وهو من أرفع الأوسمة التي لاتمنح إلا لأساطين الكتّاب والعلماء البريطانيين، وحينما نشبت الحرب العالمية الثانية سنة 1939، كلفته الدولة برئاسة المجلس الاستئنافي، وهو مجلس كان ينظر في قضايا الأشخاص الذين كانوا يرفضون الخدمة العسكرية لأسباب وجدانية.
إعداد: مصطفى الخطيب.