الأعمال الحجرية التقليدية في أخلاط: تراث معماري مهدد
“الأعمال الحجرية التقليدية في أخلاط“؛ تمثل فنًا معماريًا فريدًا يستند إلى استخدام “الأحجار البركانية” المتوفرة في منطقة أخلاط، الواقعة شرق تركيا.
يشمل هذا الفن “استخراج الأحجار ونحتها واستخدامها” في بناء المنازل والمساجد وغيرها من المباني المعمارية الهامة، بالإضافة إلى شواهد القبور والنوافير والقطع الفنية الأخرى.
الأحجار المستخدمة في هذه الأعمال تمتاز بصلابتها وطبيعتها الفريدة، مما يجعلها ملائمة لتلك الأغراض المعمارية المتنوعة.
- دور الأعمال الحجرية في التراث الثقافي
يُعد “فن الأعمال الحجرية التقليدية” جزءًا أصيلًا من التراث الثقافي لمنطقة أخلاط، حيث كانت الحرفية في التعامل مع الأحجار تُعتبر من المهارات الأساسية في المجتمعات المحلية.
وقد أسهمت هذه المهارة في خلق مجموعة متنوعة من المعالم المعمارية التي تجمع بين “الجمال والمتانة”، وتعتبر جزءًا من الهوية الثقافية للمنطقة.
- التهديدات والتحديات
رغم الأهمية التاريخية والثقافية لهذه الممارسة، تواجه “الأعمال الحجرية في أخلاط” العديد من التحديات. من أبرز هذه التحديات:
1. التغيرات السكانية: الهجرة المستمرة من المناطق الريفية إلى المدن أدت إلى تقلص عدد الحرفيين القادرين على تعلم ونقل هذا الفن. ونتيجة لذلك، أصبحت عملية العثور على متدربين مهنيين لتعلم هذه المهارات أمرًا نادرًا.
2. التكنولوجيا ومواد البناء الحديثة: انتشار المواد الحديثة وتقنيات البناء الجديدة أدى إلى تراجع الطلب على الأحجار البركانية في العمارة. باتت المباني الحديثة تعتمد بشكل أكبر على المواد المصنّعة مثل الخرسانة والحديد، مما ساهم في تقليص دور الأحجار الطبيعية في البناء.
3. التحولات الاقتصادية والاجتماعية: مع تغير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، تضاءلت الاستثمارات في الحفاظ على هذا التراث المعماري، مما يهدد بمحو هذه الممارسة التقليدية تمامًا.
- جهود الحفاظ على التراث
رغم هذه التحديات، تسعى بعض المبادرات إلى “إحياء هذه المهارات التقليدية”، عبر تنظيم ورش عمل ومبادرات تهدف إلى تعليم الأجيال الجديدة هذا الفن القديم.
كما تعمل المؤسسات الثقافية التركية والدولية على تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على هذا الفن كجزء من التراث الإنساني العالمي.
تُعتبر هذه الجهود خطوة مهمة للحفاظ على الحرف اليدوية الفريدة التي تسهم في بناء الهوية الثقافية للمجتمع المحلي.
