التراث غير المادي

فن صناعة الفخار الخاص بشعب “تشام” في “فييتنام”

تراث ثقافي مهدد

فن صناعة الفخار لشعب تشام؛ هو جزء من التراث الثقافي الذي يُمارس تقليدياً من قبل النساء في المجتمع. منتجات الفخار التشامية تتنوع بين الأواني المنزلية والقطع المستخدمة في الطقوس الدينية والأغراض الفنية، ويُعتمد عليها كمصدر دخل للعائلات.

منصة بالعربية

يُحافظ هذا الفن على تقاليد عريقة تنتقل عبر الأجيال، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية لشعب تشام.

  • خصائص الفخار التشامي

تتميز منتجات الفخار التشامية بأصالتها وباستخدام تقنيات يدوية قديمة. لا يتم استخدام عجلة الفخار التقليدية كما هو الحال في العديد من الثقافات الأخرى، بل يتم تشكيل الأواني بأيدي النساء مباشرةً، مما يضفي طابعاً فريداً على كل قطعة.

تصنع النساء القطع الفخارية باستخدام طين محلي خاص، ثم تُترك لتجف تحت أشعة الشمس قبل أن يتم حرقها في أفران تقليدية.

  • الأهمية الاجتماعية والاقتصادية

إلى جانب قيمته الثقافية، تُعتبر صناعة الفخار في مجتمع تشام مصدر دخل أساسي لكثير من العائلات، ووسيلة لتمكين النساء اقتصادياً. تساهم هذه الصناعة في الحفاظ على الهوية الثقافية لشعب تشام في مواجهة التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة في فييتنام.

  • التحديات التي تواجه فن الفخار التشامي

على الرغم من الجهود المبذولة للحفاظ على هذا التراث الثقافي، يواجه فن صناعة الفخار التشامي تهديدات كبيرة. من بين هذه التحديات:

1. التوسع الحضري: التطور العمراني المستمر في المناطق الريفية حيث يقطن شعب تشام أثر بشكل كبير على البيئة الطبيعية، وخاصة المناطق التي كانت تُستخدم لاستخراج الطين اللازم لصناعة الفخار.

2. تدهور الموارد الطبيعية: يؤدي فقدان الأراضي الزراعية وتدهور البيئة إلى صعوبة الحصول على المواد الخام الضرورية، مما يجعل استمرارية هذا الفن مهددة.

3. عزوف الشباب: بالرغم من الجهود المبذولة لتعليم الأجيال الجديدة تقنيات صناعة الفخار، يعاني هذا الفن من عزوف الشباب عنه نتيجة الضغوط الاقتصادية وتفضيلهم لمهن أكثر عصرية ومستقرة اقتصادياً.

4. ضعف التأقلم مع اقتصاد السوق: مع الانتقال إلى اقتصاد السوق في فييتنام، يجد الحرفيون التقليديون صعوبة في التكيف مع متطلبات السوق الحديثة، مثل المنافسة مع المنتجات الصناعية الأرخص ثمناً والأكثر انتشاراً.

  • جهود الحفاظ على فن الفخار

على الرغم من هذه التحديات، توجد جهود محلية ودولية لحماية هذا التراث الثقافي. تسعى بعض المؤسسات إلى تدريب الأجيال الجديدة، وتقديم الدعم المالي واللوجستي للحرفيين. كما تُعقد ورش عمل ومعارض تروج لمنتجات الفخار التقليدية وتسلط الضوء على قيمتها الثقافية والتاريخية.

الهوية الثقافية لشعب تشام
  • خاتمة

فن الفخار التشامي في فييتنام هو شاهد حي على ثقافة متجذرة وتقاليد مستمرة. ومع التحديات التي يواجهها، فإنه يظل رمزًا للمقاومة الثقافية والهوية الاجتماعية لشعب تشام. يمكن الحفاظ على هذا الفن من خلال المزيد من الدعم الثقافي والاقتصادي، والمبادرات التي تشجع الشباب على التمسك بتراثهم.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى