زراعة “البن الخولاني”؛ واحدة من أقدم التقاليد الزراعية في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في منطقة جازان، حيث مارس سكان قبائل خولان زراعة هذا البن لأكثر من 300 عام.
هذا البن، المعروف بنكهته الفريدة وجودته العالية، يُعد جزءاً من التراث الزراعي والثقافي للمملكة، ويتم إنتاجه باستخدام أساليب تقليدية تتوارثها الأجيال.
تعد هذه الزراعة أكثر من مجرد مصدر للرزق؛ فهي تتصل مباشرة بهوية السكان المحليين وتربطهم بجذورهم التاريخية والثقافية.
- أهمية القهوة في الثقافة السعودية:
ترتبط القهوة المصنوعة من البن الخولاني بشكل عميق بتقاليد الكرم وحسن الضيافة في السعودية. تقديم القهوة للضيوف يعد رمزاً لاحترامهم وتقديرهم، مما يعزز من روابط التضامن الاجتماعي.
وعادة ما يتباهى المزارعون بإنتاج البن من مزارعهم الخاصة كجزء من هذه العادات الراسخة، حيث تمثل القهوة عنصراً أساسياً في اللقاءات الاجتماعية والمناسبات الاحتفالية.
- الممارسات الزراعية والمعارف المتوارثة:
تعتمد زراعة البن الخولاني على معارف زراعية تقليدية، تشمل اختيار أفضل الأماكن لزراعة البن في مناطق المرتفعات الجنوبية الغربية، التي تتميز بخصوبة التربة والمناخ الملائم.
يتم استخدام تقنيات يدوية في الزراعة والحصاد، مع التركيز على احترام البيئة والموارد الطبيعية المتاحة. تُنقل هذه المهارات عبر الأجيال، حيث يلعب التعليم الشفهي دوراً كبيراً في حفظ هذه المعرفة، مما يعزز من الهوية المشتركة للمجتمع.
- التحديات والدعم:
رغم أهمية هذا الإرث الزراعي، يواجه مزارعو البن الخولاني العديد من التحديات، مثل قلة الموارد الحديثة والتوسع العمراني الذي قد يؤثر على الأراضي الزراعية.
إلا أن هناك جهوداً وطنية لدعم زراعة البن الخولاني عبر مشاريع حكومية تسعى إلى تحسين الإنتاجية والحفاظ على هذا التراث. تم تقديم العديد من المبادرات لتمكين المزارعين من خلال توفير الدعم المالي والتدريب الفني.
- انتشار البن الخولاني عالميًا:
في السنوات الأخيرة، اكتسب البن الخولاني شهرة عالمية، حيث بدأ في التصدير إلى أسواق القهوة المتميزة. تسعى المملكة من خلال هذه المبادرات إلى رفع الوعي العالمي بجودة البن الخولاني، ليصبح جزءاً من هوية السعودية الزراعية والثقافية على الساحة الدولية.
