تقاليد الكولو واحتفالات القديس ترفون: تراث بوكا البحري العريق في كرواتيا
تمثل الاحتفالات بعيد القديس ترفون والكولو (حلقة الرقص) جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي العريق للكرواتيين من بوكا كوتورسكا (خليج كوتور)، الذين يعيشون في جمهورية كرواتيا.
يتمحور هذا التقليد حول فعاليتين سنويتين رئيسيتين: يوم الصوم لعيد القديس ترفون، و”ليالي البوكا”، وهي أمسيات احتفالية ثقافية تُعقد للاحتفاء بالتراث البحري والاجتماعي لمنطقة بوكا.
- الكولو: الرقص التقليدي في قلب الاحتفالات
أحد أبرز مظاهر الاحتفال هو رقصة الكولو التقليدية، والتي يؤديها أفراد بحرية البوكا مرتدين الزي العسكري التقليدي.
ترمز رقصة الكولو إلى الوحدة والتماسك بين أفراد المجتمع، حيث يلتفون في حلقات متصلة، في مشهد يعكس الترابط العميق والاحتفاء بالهوية الجماعية. تُعتبر هذه الرقصة جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي لبوكا، وتحظى بأهمية خاصة خلال احتفالات عيد القديس ترفون.
- القديس ترفون: الحامي والراعي
تعود هذه الاحتفالات إلى تكريم القديس ترفون، الذي يُعتبر شفيع البحارة وراعي المجتمعات البحرية في منطقة بوكا كوتورسكا.
يجري تداول الممارسات التقليدية المتعلقة بالقديس ترفون عبر الأجيال بشكل غير رسمي داخل المجتمعات المحلية، إلى جانب تعزيزها من خلال المعارض الثقافية والمحاضرات العامة والفعاليات التي تُنظم للاحتفال بهذا التراث.
- نشر التراث والحفاظ على الهوية
تُعتبر هذه الاحتفالات وسيلة هامة للحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز التقاليد المتوارثة في كرواتيا، حيث تجمع بين عناصر دينية واجتماعية وثقافية.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب المعارض والمحاضرات العامة والأمسيات الثقافية دورًا كبيرًا في نشر هذا التراث وتعريف الأجيال الجديدة به.
يتمثل الهدف في الحفاظ على هذا التراث المميز وضمان استمراريته كجزء من الهوية الكرواتية للأجيال القادمة.
- تعزيز الهوية الكرواتية والترويج السياحي
إلى جانب الجانب الثقافي والديني، تسهم هذه الاحتفالات في تعزيز الهوية الكرواتية وإبراز التنوع الثقافي الغني في البلاد.
كما أصبحت هذه الفعاليات نقطة جذب سياحي، حيث يزور السياح المنطقة للتعرف على هذه التقاليد الفريدة والمشاركة في الاحتفالات التي تعكس تاريخاً عريقاً يمتد لعقود.