رسالة الغفران – (نسخة نادرة) – PDF
تُقدّم لكم منصة بالعربية للدراسات والأبحاث الأكاديمية كتاب “رسالة الغفران“، إحدى أروع الأعمال الأدبية التي كتبها الفيلسوف والشاعر العربي أبو العلاء المعري.
هذه الرسالة الشهيرة، التي كتبها المعري ردًا على رسالة الشيخ المحدث علي بن منصور الأريب الحلبي المعروف بابن القارح، تعتبر واحدة من أبرز الأعمال الخيالية في الأدب العربي.
تنقلنا الرسالة إلى رحلة خيالية في الآخرة، حيث يلتقي ابن القارح بشخصيات أدبية وشعراء عظام في الجنة والجحيم، مما يعكس تأملات فلسفية حول الأخلاق والدين والفكر الإنساني.
ما يميز هذه النسخة التي تُهديها لكم المنصة، أنها نُقلت من نسختين من أصح النسخ المتاحة، وتمت مراجعتها وتصحيحها من قِبل الناقد والأديب اللبناني إبراهيم اليازجي، ما يضفي عليها دقة ومصداقية عالية.
ومن الجدير بالذكر أن “رسالة الغفران” لم تنل القدر الكافي من الاهتمام في العالم العربي لعدة قرون، حتى اكتشفها الأديب الإيطالي دانتي أليغييري، الذي استلهم منها الكثير في عمله الشهير “الكوميديا الإلهية“.
اليوم، تُعتبر هذه الرسالة نصًا أدبيًا فريدًا يستحق الاهتمام لما تحتويه من أفكار فلسفية عميقة ورؤية متقدمة للأدب واللغة.
- نبذة عن المؤلف
أبو العلاءِ المَعَرِّي: شاعِرٌ وفَيلَسُوفٌ وأَدِيبٌ عَرَبِيٌّ مِنَ العَصرِ العبَّاسِي، اشْتُهِرَ بآرائِه وفَلْسفتِه المُثِيرةِ لِلجَدَلِ في وقْتِه.
وُلِدَ أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضَاعِيُّ التنُوخِيُّ المَعَرِّيُّ المَعْروفُ ﺑ «أبي العلاءِ المَعَرِّيِّ» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعْمانِ بِسوريا، وفَقَدَ بَصَرَه وهوَ صَغِيرٌ نَتِيجةً لمَرَضِه بالجُدَرِي.
أخَذَ عُلومَ القِرَاءاتِ القُرْآنيَّةِ بإِسْنادٍ عنِ الشُّيُوخ، كمَا تَعلَّمَ الحَدِيثَ في سِنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعْرَ وهوَ ابنُ إحْدَى عَشْرةَ سَنَة، ورحَلَ إلَى بغداد سَنةَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بِها سَنةً وسَبْعةَ أشْهُر، ثُمَّ اعْتَزلَ الناسَ لبعضِ الوَقْت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِين المَحْبِسَيْن»؛ العمى والدار.
أمَّا شِعرُهُ وهوَ دِيوانُ حِكْمَتِه وفَلْسفتِه فثَلاثةُ أَقْسام: اللُّزُومِيَّات، وسِقْطُ الزَّنْد، وضَوْءُ السِّقْط. وقد تُرْجِمَ الكَثيرُ مِن شِعرِه إلَى غَيرِ العَرَبِية، وأمَّا كُتُبُه فكَثِيرةٌ وفِهرِسُها في مُعجَمِ الأُدَباء.
مِن تَصَانِيفِه كِتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأَدَب، يَزِيدُ عَلى مائةِ جُزْء، و«تَاج الحُرَّة» في النِّسَاءِ وأَخْلَاقِهِنَّ وعِظَاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شَرَحَ فيهِ ديوانَ البُحْتُرِي ونَقَدَه، و«رِسالَة المَلائِكَة» وهيَ صَغِيرَة، و«رِسالَة الغُفْرَان»، و«الفُصُول والغَايات».
اعتَنَقَ مَذْهبَ البَراهِمة، وهاجَمَ عَقائِدَ الدِّينِ صَرَاحة. كانَ نَباتيًّا، وكانَ يَدْعَمُ حُقوقَ الحَيوانِ ويُحرِّمُ إيلامَه، ولمْ يَأكُلِ اللَّحمَ خَمْسًا وأَرْبعينَ سَنَة، وكانَ يَلْبَسُ خَشِنَ الثِّياب.
ونالَ بسَببِ ذلِكَ الكَثِيرَ مِنَ النقْدِ والتَّجْريح، حتَّى وصَلَ الحَدُّ إِلى تَكْفِيرِه وإِخْراجِه مِنَ الإِسْلام. دافَعَ عنْهُ عَمِيدُ الأَدبِ العَربيِّ «طه حُسَين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤَلَّفات؛ أَشْهَرُها «معَ أَبِي العَلاءِ المَعَرِّي».
ظَلَّ حَبِيسًا في بَيتِه حتَّى وَفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمَنْزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقَدْ أَوْصَى أنْ يُكْتَبَ عَلى قَبْرِه عِبَارة: «هَذا جَنَاهُ أَبِي عَلَيَّ وما جَنَيْتُ عَلى أَحَد.» ويَقْصِدُ أنَّ أبَاه بِزَوَاجِه مِن أُمِّهِ أَوْقَعَه في دارِ الدُّنْيا. وقَدْ وَقَفَ عَلى قَبْرِه جَمْعٌ غَفِيرٌ مِن أُدَباءِ عَصْرِه وشُعَرائِه ورَثَوْهُ بثَمانِينَ مَرْثَاة.