1- المعالجة الآلية للغة: تهتم المعالجة الآلية للغة بدراسة الجوانب الحاسوبية للغة و المشاكل اللسانية و الحاسوبية التي تواجه هذه المعالجة سواء أكانت هذه اللغة منطوقة أو مكتوبة وبناء نظام معالجة اللغة العربية مهمة معقدة و صعبة، وذلك لصعوبة إدماج المعارف الصوتية والصرفية و النحوية و الدلالية في هذا النظام .
- 2- تعريف بالمعالجة الآلية:
أ/ المعالجة : من وجهة نظر علم اللغة الحاسوبي هي التطبيق الآلي على مجموعة من نصوص اللغة وذلك بتغيرها و تحويلها، وإبداع شيء جديد اعتمادا عليها ويتم كل ذلك باستعمال تقنيات و أدوات من علوم اللسانيات و الإعلام الآلي و النمذجة، ويجب التفرقة عند المعالجة بين وصف المعارف وهي وظيفة اللسانيات و التعبير في هذه المعارف في نماذج باستخدام تقنيات وإستراتيجيات فعالة مستمدة من علوم الحاسوب وهي وظيفة علم اللغة الحاسوبي[26].
ب/ الآلية: هي التي تجري عن طريق الآلة، والتي تقابلها العمليات التي تجري بواسطة الإنسان والحاسوب هو الآلة التي تستعمل في معالجة اللغة . الذي اخترع إجراء العمليات الحسابية، ووجب تطوره لمعالجة المعلومات ذات الصلة بالطبيعة اللسانية، حيث أن المعالجة الآلية هي تتابعه حركات حسابية تقوم بها الآلة وفق تسلسل زمني أي إن برنامج المعالجة الآلية(Automatique Programme ) يمكن أن يكون كليا (Total) أو جزئيا (Contraintes) حيث أن[27] :
أ – كلي: يقوم الحاسوب بكل شيء.
ب- جزئي: يتدخل الإنسان في بعض المراحل.
ومعالجة شيء لساني في الآلة كثيرة في وصف النصوص اللغوية نفسها لذا يجب نمذجة مكونات النصوص بطريقة واضحة و متناسقة حيث يقر البحث اللساني المعرفي بواقع علمي مفاده أن النماذج قد أصبحت تفرض نفسها كتقنية ومنهج، وهدف هذه التيارات المعرفية بسبب طابعها العلمي و التكنولوجي[28].
3- مجالات البحث في المعالجة الآلية للغة : تنقسم مجالات البحث في المعالجة الآلية للغة إلى ثلاثة مجالات أساسية :
1- مجال مشترك ونقصد به العتاد اللساني.
2- برامج بحثية.
3- برامج تعليمية.
– العتاد اللساني:
– المعاجم الإلكترونية المتكاملة (أصوات، صرف، تركيب)
– مولد و محلل صرفيان.
– مولد و محلل نحويات.
-البحث العلمي:
– التعرف على الحروف سواء منها المطبوع أم اليدوي
– الترجمة الآلية و الترجمة المسعفة بالحاسوب.
– التوليف الصوتي.
– التوثيق الآلي.
– الفهم الآلي للنصوص.
– التعليم:
– تصميم برامج تعليمية على عتاد إلكتروني.
– تصميم برامج على الإنترنت برامج عالمية.
واذا اخصصنا أي برنامج تعليمي مصمم لأي مرحلة من مراحل التعليم، سنجده يحصر خبرته في الجانب التربوي والجانب الحاسوبي أما الخبرة اللسانية التي تشكل عصبه المركزي فقلما تؤخذ في الحسبان، مما جعل منها برامج غير قادرة على القيام بمهمتها في عالمنا المتطور الذي أصبحت فيه تقنية التعليم تحتل الصدارة في صناعة البرامج التعليمية والبحثية.
- 5- الوصف والتوصيف:
مبلغ القول أن الوصف للإنسان، وأن الوصف للحاسوب وهو يقابل الحدس عند الإنسان، فللإنسان حدس وليس للحاسوب حدس، وللإنسان فهم وليس للحاسوب حتي الآن الفهم[29].
وبيان الفرق بينهما يتمثل في أن وصف العربية هو ما وقع للعلماء العرب من قواعد استنبطوها من الأداء اللغوي الواقعي أو الفعلي بإضافة إلى ما يتحصل من معرفة بالحدس والسليقة والخبرة المعرفية والتثقف والعرف اللغوي و المقام[30].
أما التوصيف فهو الوصف اللغوي المجرد، تضاف إليه ككل الاحتمالات التي ليس بمقدور الحاسوب أن يتعرف عليها، من ذلك المقولات التي تعتمد في تأويلها الدلالي على السياق ومعرفة العالم الخارجي……..
وهذا المثال يوضح لنا المقصود: إذا سمع المتعلم(الواو) في مثل:
– عاد المسافر و أهله، عاد المسافر وأهله نائمون، عاد المسافر والغروب.
عرف أن الواو في الأولى (عاطفة) وفي الثانية(حالية) وفي الثالثة(للمعية) معولا على مرجع (الحدس)يكون دليله إلى (الفهم) وإقامة(الفرق).
أما الحاسوب فهو محتاج إلى ثبت من القرائن الاضافية و البيانات الاضافية حول كل مفردة في الجمل إلى جانب عيار مستوفي للواو يعين معناها في كل جملة ويدل على الفرق بين كل واو غيرها في هذه الجملة.
6- الحدس :
الحدس ميزة عقلية يستطيع بها الانسان أن يتلمس الصلة بين ماهو كائن، و ماينبغي أن يكون، و لو كانت هذه الصلة إدراكا مباشرا ليس له مرجعية ذات إحساس لكان من السهل علينا القول : إن الحاسوب له حدس، فالحاسوب يعمل وفق ما صمم له من برامج من غير إحساس و لا شعور، و هي بما يدفع به إليه .
من هنا لم تكن قدرة الحاسوب على الحدس كتلك التي عند البشر، و لذالك ليس من المتوقع أن يكون الحاسوب قادرا على تقدير الأمور و وضعها في نصابها، إلا بمقتضي حدود البرمجة، و هو حدود حسب معلومة.
اللسانيات الحاسوبية : له مصطلحات متعددة منها، اللغات الحاسوبية ، علم اللغة الحاسوبي ، اللسانيات الالية، اللسانيات الإعلامية. أما عبد الرحمان الحاج صالح يطلق عليها الرتابية.