مخطوطة “ابن سليمان” في تاريخ وأنساب الإمارات وعمان
تزخر المكتبات العامة والخاصة بعديد من المخطوطات والوثائق النادرة والرسائل الخاصة، ويوما وراء يوم تكشف لنا هذه المكتبات عن مخبوئها، ويتفنن الباحثون في كشف أسرارها.
وموضوعي اليوم عن مخطوطة صغيرة في تاريخ الإمارات وعمان وأنساب قبائلها، ألفها فقيه ورحالة نجدي من أهل الحريق وعاش في الشارقة والبريمي فترة طويلة.
المؤلف أورد له الباحث عبد الله بن زيد بن مسلم آل مسلم ترجمة مطولة ضمن كتابه “الشيخ العلامة زيد بن محمد آل سليمان، حياته وآثاره”، ذكر فيها أن المؤلف الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن زيد بن محمد بن سليمان بن مهنا آل سليمان العائذي ولد في مدينة الحريق عام 1296هـ، وطلب العلم صغيرا ثم رحل إلى مدينة حائل فاستزاد هناك من العلم، ثم ذهب إلى مكة المكرمة للاستزادة من العلم، ثم طاف في الآفاق بعد ذلك،
فذهب إلى الهند وإيران وأذربيجان وتركستان والعراق والكويت، ثم ذهب إلى مدينة الشارقة، وأقام فيها فترة طويلة ثم استقر في البريمي، وتولى القضاء، وفي عام 1376هـ استقر في مدينة الدمام، وظل بها حتى وفاته عام 1392هـ.
المخطوطة لعل الباحث عبد الله بن زيد بن مسلم آل مسلم هو أول من أشار إلى مخطوطة ابن سليمان عندما قال في كتابه المشار إليه آنفا: “وعندما قدم الأمير تركي بن عطيشان إلى البريمي في العاشر من شهر ذي الحجة 1371هـ كان أول من استقبله، فقربه منه وأنس بعلومه، وقد اختلط بأهل عمان من جعلان إلى حدود قطر، ودرس أخلاقهم وعاداتهم وأنسابهم، وهو بحاثة مدقق وآية في علم النسب لأهل عمان خاصة.
وأملى – رحمه الله – كتابا في أنساب أهل الجزيرة العربية ودول الخليج استجابة لطلب الأمير عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود، والكاتب من إملائه راشد بن هملان – رحمه الله -، وقد أهداه للأمير”. وقد أملاها المؤلف عبد الله بن سليمان على ابن هملان، لأن المؤلف أصيب بالعمى، الذي يبدو أن المعلومات الواردة في المخطوطة قالها اعتمادا على ذاكرته، فهي ليست مؤلفا بالمعنى الحرفي للكلمة، وإنما معلومات سجلها ابن سليمان من ذاكرته بناء على طلب الأمير، كما أنها ليست كتابا، إنما رسالة صغيرة.
تقع المخطوطة في خمس ورقات، وتتكون كل ورقة من 24 سطرا تقريبا، وفي كل سطر 15 كلمة تقريبا، بخط واضح ومقروء. وهي نسخة أصلية وحيدة محفوظة ضمن وثائق الأمير عبد الله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، ولم تهد ضمن مكتبته إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إذ ظنها المسؤولون عن مكتبة الأمير إحدى الرسائل الخاصة، التي احتفظوا بها،
وليس لهذه الرسالة مسمى، ذلك أن ممليها أو مؤلفها قدمها كإفادة، ولم يقصد التأليف، وتبدأ الورقة الأولى بقوله: “ينبغي لنا قبل ذكر قبائل عمان التي تسكن البادية أن نعرف العصبية الكائنة في عمان اليوم”.
ولم يذكر على أي من الورقات تاريخ نسخها، والغالب أنها بعد استقراره في السعودية عام 1376هـ. ولا أدري ما القيمة العلمية لهذه الرسالة لأن معرفتي ضئيلة جدا بموضوعها، ولعل أحد الباحثين المختصين بتاريخ وأنساب الإمارات وعمان يتناولها بالدراسة ويبين لنا ذلك.