العربموسوعة القبائل العربية

بنو عاد: من هم؟ وأين عاشوا؟ وما مصيرهم؟

تُعد قبيلة عاد من أبرز وأقدم القبائل العربية القديمة التي اندثرت، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع، مما منحها أهمية دينية وتاريخية كبيرة. أرسل الله إليهم نبيا منهم يُدعى “هود” عليه السلام، فدعاهم إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام، إلا أنهم كفروا به، فكان عذابهم عبر عاصفة مهلكة استأصلتهم عن بكرة أبيهم، باستثناء النبي هود ومن آمن معه.

  • نسب قبيلة عاد

أجمعت المصادر النسبية والتفسيرية على أن عاد هو:

عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام.

ويُشار إلى قومه بـ”عاد الأولى”، تمييزا عن قوم لاحقين يُسمّون أحيانا بـ”عاد الأخرى” أو “ثمود”، حسب بعض الأقوال.

  • صفات قوم عاد الجسمانية

تميّز قوم عاد بضخامة أجسامهم وطول قامتهم، ويُقال إنهم كانوا أقرب لخلق آدم عليه السلام من حيث البنية الجسدية:

  • قال معمر: كان أطولهم يبلغ خمسمائة ذراع.
  • وقال قتادة: اثنا عشر ذراعا.
  • وقال ابن عباس: سبعون ذراعا.
  • أما ابن العربي فرفض هذه الروايات، معتبرا أن الإنسان تناقص في الخلق منذ آدم.

وقد أشار القرآن إلى ذلك بقوله: “وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَة”.

قوم عاد في القرآن

تكرر ذكر قوم عاد في مواضع عديدة من القرآن، أبرزها:

  • “فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ…”.
  • “سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَال وَثَمَانِيَةَ أَيَّام…”.
  • “تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْل مُنقَعِر”.

هذه الآيات ترسم ملامح أمة قوية متغطرسة أهلكها الله بعقاب شديد بسبب تكذيبهم نبيهم واستكبارهم.

  • موقع قوم عاد: أين عاشوا؟

تظل مسألة تحديد موقع قوم عاد محل جدل واسع:

  • القرآن يحدد موضع الإنذار بـالأحقاف، وهي منطقة رملية.
  • تعددت الروايات حول موقع الأحقاف، بين:
    • صحراء الربع الخالي.
    • بادية الشام.
    • شمال أفريقيا (دلتا النيل).
    • منطقة حضرموت باليمن.

لكن الآية: “وَاذْكُرْ أَخَا عَاد إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ…”، تفيد بأن مساكنهم ظلت قائمة بعد هلاكهم.

  • إرم ذات العماد: مدينة أم قبيلة؟

إرم، التي وصفها القرآن بـ”ذات العماد”، لا تزال لغزا:

  • بعض المفسرين رأوا أنها مدينة عظيمة بناها قوم عاد.
  • قيل إنها تقع في:
  • آخرون اعتبروها قبيلة.

غير أن النص القرآني يدعم القول بأنها مدينة ذات طابع عمراني فخم، بدليل قوله: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ”.

أسباب هلاك قوم عاد

أرسل الله نبيه هود لقومه، فدعاهم لعبادة الله وترك الأصنام. لكنهم:

  • اتهموه بالسفاهة.
  • كذبوه.
  • استكبروا وقالوا: “مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّة؟”.

فعاقبهم الله بريح صرصر عاتية استمرت:

  • سبع ليال وثمانية أيام حسوما.
  • تركتهم صرعى كأنهم “أعجاز نخل خاوية”.

وهكذا، اندثرت هذه الأمة القوية، وبقيت مساكنها عبرة للعالمين.

  • الخلاصة:

قوم عاد يمثلون نموذجا لأمم بطشت فاستكبرت، فجاءها الهلاك من حيث لا تحتسب. ظلت آثارهم ومساكنهم موضع بحث ودراسة، وشاهدا قرآنيا على عدل الله في القصاص من الجاحدين.

المراجع:

  1. الطبري، تفسير جامع البيان.
  2. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن.
  3. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم.
  4. المسعودي، مروج الذهب.
  5. أبو عبيدة، مجاز القرآن.
  6. الباحث فراس السواح، الأسطورة والتراث.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى