عبد الله العروي تحت اسمه المستعار (عبد الله الرافضي)
عبد الله العروي من مواليد 1933م، بمدينة أزمور المغربية. مفكر ومؤرخ وفيلسوف وروائي مغربي، يُعتبر من المفكرين الذين اتخذوا التاريخانية الجديدة مذهبا وفلسفة ومنهجا للتحليل، كما يُعد العروي أيضا من أنصار القطيعة مع التراث العربي والإسلامي ومن دعاة تبني الحداثة الغربية كقيمة انسانية.
بدأ عبد الله العروي النشر سنة 1964 تحت اسم مستعار (عبد الله الرافضي). احتوى نتاجه الإبداعي على دراسات في النقد الإيديولوجي وفي تاريخ الأفكار والأنظمة وأيضا العديد من النصوص الروائية.
نشر أعماله في مجموعة من المجلات: أقلام (الرباط)، مواقف (بيروت)، دراسات عربية (بيروت)، (Les temps modernes)، ديوجين (باريس).
يعد عبد الله العروي من المؤمنين بالمنهج المعرفي (ايبستيمولوجي) كمنهج لمعالجة قضايا وإشكالات الفكر العربي (بحكم اهتمام المفكر كثيرا بالقضايا العربية خاصة الفكر العربي والتراث). هذا المنهج الذي اعتمد عليه عبد الله العروي يرتكز على جانبين اثنين هما:
- الجانب التاريخاني
وفي هذا الصدد يرى عبد الله العروي أن التاريخانية هي السعي والإحاطة بالوقائع التاريخية على أرضية التاريخ نفسه مع ضرورة التفريق بين مجال العمل التاريخي والمجال الفلسفي التأملي، وباعتبار العروي أحد معتنقي التاريخانية فإن لها تعريفا خاصا بها لديه وهو «ليست التاريخانيّة مذهبا فلسفيّا تأمّليّا، وإنّما هي موقف أخلاقي يرى في التاريخ، بصفته مجموع الوقائع الإنسانيّة، مخبرا للأخلاق وبالتالي للسياسة.
لا يُعنى التاريخاني بالحقيقة بقدر ما يُعنى بالسلوك، بوقفة الفرد بين الأبطال. التاريخ في نظره، هو معرفة عمليّة أوّلا وأخيرا» (ثقافتنا في ضوء التاريخ، 1988، ص 16).
لكن استنادا على ما سبق فإن عبد الله العروي يعرف التاريخانية على أنها دلالة فرضتها بنية المجتمعات المتأخرة «أما في ما يخصني، فلمفهوم» التاريخانية«معنى مختلف ومغاير، لأسباب كلها تعود إلى تباين موقعي ومواضعي، وبما أن» التاريخانية«حَدَتْ بفلاسفة الغرب إلى الانكباب على تاريخ مجتمعاتهم وحضارتهم، فإنها عندي دليل يُحيلني على مجتمعي وتاريخه، ولو اكتفيت بالتموضع في» التاريخانية « كفلسفة أو ككتلة أفكار، لكنت مجرد داعية شأن» البرجسونيين«أو» السارتريين«العرب»(سالم حميش، «معهم حيث هم»، بيت الحكمة، الدار البيضاء،1988).
مما سبق يتضح أن العروي يرى في التاريخانية تلك الرؤية التي أحالته إلى تاريخه ومجتمعه أي إلى (التأخر التاريخي العربي) الذي تشكل بالنسبة له من: الفكر اللاتاريخي، تخلف الذهنية والفقر الإيديولوجي.
والتاريخانية كما يراها العروي تعتمد على أربعة مبادئ هي تباعا:
ثبوت قوانين التطور التاريخي (حتمية المراحل).
وحدة الخط التاريخي (الماضي نحو المستقبل).
إمكانية اقتباس الثقافة (وحدة الجنس)
ايجابية دور المثقف والسياسي (الطفرة واقتصاد الزمن).
- الجانب التأسيسي
إن العروي يرى أن العقل يتأسس على مفاهيم محددة وواضحة يمكن الاستعانة بها في إنشاء البناء العقلي، وهو موقف ديكارتي معروف باعتباره أول التأسيسيين، هذا المنهج يظهر بوضوح في سلسلة مفاهيم عبد الله العروي (مفهوم الإيديولوجيا، مفهوم الحرية، مفهوم الدولة، مفهوم التاريخ، مفهوم العقل), وقد وضح منهاجه التأسيسي في مقدمة كتابه «مفهوم الحرية» (ص5):
« إننا لا نبحث في مفاهيم مجردة لا يحدها زمان ولا مكان، بل نبحث في مفاهيم تستعملها جماعة قومية معاصرة هي الجماعة العربية. إننا نحلل تلك المفاهيم ونناقشها لا لنتوصل إلى صفاء الذهن ودقة التعبير وحسب، بل لأننا نعتقد أن نجاعة العمل العربي مشروطة بتلك الدقة وذلك الصفاء.
لهذا السبب نحرص على البدء بوصف الواقع المجتمعي: آخذين المفاهيم أولا كشعارات تحدد الأهداف وتنير مسار النشاط القومي. وانطلاقا من تلك الشعارات نتوخى الوصول إلى مفاهيم معقولة صافية من جهة ونلتمس من جهة ثانية حقيقة المجتمع العربي الراهن.
رافضين البدء بمفاهيم مسبقة نحكم بها على صحة الشعارات إلى جانب تخلينا عن لعبة تصور واقع خيالي نعتبره مثلا أعلى نقيس عليه الشعارات، لأننا نعتقد أن أيسر مدخل إلى روح أي مجتمع هو مجموع شعارات ذلك المجتمع».
- مؤلفاته
الغربة، رواية، 1971.
الإيديولوجيا العربية المعاصرة، تعريب محمد عيتاني، وتقديم مكسيم رودنسون، 1970
العرب والفكر التاريخي،1973
اليتيم: رواية، 1978
مفهوم الإيديولوجيا، 1980
مفهوم الحرية، 1981
مفهوم الدولة، 1981
ثقافتنا في منظور التاريخ، 1983
مجمل تاريخ المغرب، 1984
الفريق، رواية، 1986
أوراق، سيرة ذاتية، 1989
مفهوم التاريخ، 1992
مفهوم العقل، 1996
غيلة: رواية
السنة والإصلاح
من ديوان السياسة، 2009
خواطر الصباح (يوميات من أربعة أجزاء، آخرها صدر سنة 2015)
استبانة، 2016
بين الفلسفة والتاريخ 2020.
- ترجمة
تأملات في تاريخ الرومان أسباب النهوض والانحطاط ، مونتسكيو 2011
دين الفطرة * تعريب لاعتراف قس من سافوا مأخوذ من مؤلف أميل (Emile) للفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو.