في دلالة مصطلح الهرمنيوطيقا
ما هي دلالة مصطلح الهرمنيوطيقا؟ هل تعبّر عن فنّ التأويل أم علم التأويل؟ هل هذا المصطلح قديم أم جديد؟ وما علاقته بهرمس أو الفلسفة الهرمسية؟ سنسلط الضوء في هذا البحث على دلالة مصطلح الهرمنيوطيقا، ونحاول الإجابة على جملة من الأسئلة حوله لنتبيّن ماهية هذا المصطلح.
- مصطلح الهرمنيوطيقا والفلسفة الهرمسية:
كلمة “هرمنيوطيقا” هي التعبير الانكليزي للكلمة اليونانية الكلاسيكية “هرمس” التي تعني (المفسر أو الشارح…وفي الأسطورة اليونانية كان هرمس رسول الآلهة … قادرا بنعله ذي الأجنحة على تجسير الفجوة بين الإلهي والعالم البشري ويصوغ بكلمات مفهومة ذلك الغموض القابع وراء القدرة البشرية على التعبير)([1]) .
يطلق مصطلح “هرمسية” او “فلسفة هرمسية” على (مجموعة عقائد يُظَن انها ترجع الى الكتب المصرية المسماة “كتب توت المثلث العظمة”)([2]), وقيل ان هرمس هو إدريس النبي(ع) وقد ولد بمصر وسموه هرمس الهرامسة, ويدعى باليونانية أرميس أو طرميس وعُرّب بهرمس([3]), وهو المحمود آثاره والمرضي أقواله, ويعدّ من كبار الأنبياء, وهو الذي وضع أسماء البروج والكواكب([4]) .
من هنا ارتبط اسم هرمس (بتحويل كل شيء يقع خارج دائرة الفهم والإدراك البشري الى شيء قابل للفهم والإدراك)([5]) , وعليه فالمدّعى أن هذا الاصطلاح بكل أبعاده وأشكاله المختلفة يستوعب فهم كل شيء غير مفهوم .
وقد نسب اليونانيون اكتشاف الخط واللغة الى هرمس, وهما الأداتان اللتان يستعملهما الإنسان في إدراك المعاني لإيصالها الى الآخرين , فالهرمنيوطيقا تدل على عملية الفهم وكيفية الوصول اليه ([6]) .
- مصطلح الهرمنيوطيقا والتأويلية:
ان مصطلح “هرمينوطيقا herméneutique” (تعني في الأصل فن أو علم التأويل وهي أقدم الاتجاهات اهتماما بفن فهم النصوص)([7]) , ويمثل التأويل في ذاته عملية تاريخية (تعبر باستمرار عن المعنى المحتجز في الفهم , وعن معنى هذا الفهم لذاته , وبذا لا يكون الفهم محض تكرار للماضي بل يسهم بمعنى الحاضر)([8]) ؛ لأن الهرمنيوطيقا (لم تكن أبدا سكونية إذ ان الكيفية التي نقرأ بها النصوص ونفهمها هي متغيرة باستمرار تماما كما يتغير فهمنا لأنفسنا)([9]) .
وعلى الرغم من ان النص حصيلة لعقلية المؤلف الا انه يكتسب معنى خاصا بمجرد ان يصبح في متناول يد القارئ , فنلحظ في كل نص اربعة عناصر هي: (ثبات المعنى , واستقلاله عن قصد المؤلف الفكري , وتمثيله لدلالات خفية , ووجود نطاق عام للتلقي , فتقع ثورة كوبرنيكية* , والمقصود بالثورة الكوبرنيكية هي تبادل المواقع, والذي يحصل بين المفسِر والمفسَر, فالنص هو مفسِر يقوم بتظهير المتلقي ومقاربته)([10]) .
- حدود مصطلح الهرمنيوطيقا ومعالمه العامة:
من المفيد, قبل التوسع في هذا المصطلح, أن نتبين معالمه العامة وماهيته وأطره وحدوده :
أولا:
إن مصطلح الهرمنيوطيقا باختصار هو(نظرية التأويل وممارسته)([11]) فلا حدود تؤطر مديات هذا المصطلح سوى البحث عن المعنى, والحاجة الى تبيينه وتوضيحه, ولا تقتصر ممارسة الهرمنيوطيقا على التأويل الأدبي, وليس ثمة مدرسة هرمنيوطيقية معينة, ولا يمكن إطلاق صفة الهرمنيوطيقية على أحد, وبالتالي فهي ليست منهجا تأويليا له قواعد خاصة, وليست نظرية منظمة([12]).
ثانيا:
ذكر محمد عمارة ان الهرمنيوطيقا في صورتها التي وصلت اليها في القرن الثامن عشر الميلادي, والتي هي امتداد للتأويل منذ العصر اليوناني, قد بلغت في الغلو الى درجة حكمت فيها بموت الإله في تأويل النصوص المقدسة لليهود والنصارى, وبموت المؤلف في النصوص الأدبية, وإحلال عالَم القارئ وفهمه الذاتي محل الكاتب([13]) .
ثالثا:
حكمت الهرمنيوطيقا بالتاريخية والنسبية على نفسية المؤلف ومقاصده ودلالات نصه, وسعت الى إقامة القطيعة المعرفية الكبرى مع منظومة القيم التي وردت في النص, لذا وُصفت بأنها(علم فهم النص الذي أحل الدلالة والمغزى محل المعنى فأقام القطيعة مع الموروث, والموروث الديني على وجه الخصوص)([14]).
رابعا:
في النظام الهرمنيوطيقي يمكن ان يُقرأ النص بطريقة تتجاوز معناه الاصطلاحي والتواضعي, وهذه القراءة نوع من اللعب الحر, فإن تأويلات النص متعلقة في الأساس بمؤهلات القارئ, ولا أهمية للسياق العام للنص في التأويل, فالمقصود ليس الوصول الى حقيقة ما من النص, وإنما الهدف هو تحقيق المتعة, ومن هنا فلا اعتبار للتأويلات الأخرى التي هي ركامات ممنوحة من قبل النقاد للنص لغرض الملائمة بينه وبين قيمهم([15]) , وإذا كان الحال هكذا, لعبا حرّا, وتحقيق المتعة فحسب, فلا يمكن وصفه نظاما, بل هو نظام اللانظام .
- مصطلح التأويل في الموسوعات العالمية:
جاء تعريف مفردة “تأويل ـ “Hermeneutique في موسوعة لالاند الفلسفية بأنه : (تفسير نصوص فلسفية أو دينية , وبنحو خاص الكتاب , شرح مقدس , تقال هذه الكلمة خصوصا على ما هو رمزي)([16]) , ويدل هذا المصطلح على (ممارسة فكرية دليلها الآلية أو الفن , وهو ما يستحضره تشكيل اللفظ الذي يدل على التقنية , يتخذ الفن هنا دلالة الإعلان والتراث والتفسير والتأويل)([17]) .
ولم يفرق ويلهلم دلتاي* في تعريفه بين التفسير والتأويل في مقال له بعنوان “تكوين التأويل” إذ يقول (نطلق اسم التفسير أو التأويل على ذلك الفن من فهم التجليات الحيوية الثابتة بشكل دائم…يدور فن الفهم حول تأويل الشهادات الإنسانية التي حافظت الكتابة عليها…اننا نعطي اسم التفسير والتأويل لفن فهم التجليات المكتوبة للحياة)([18]) .
ويشير مصطلح التأويل الى ثلاثة معان مختلفة نسبيا , وهي مرتبطة بمهام ووظائف هرمس حسب اعتقاد اليونانيين :
أولها : القراءة الشفاهية
إن معنى الفعل يؤول هو: يعبر , يدلي , يقول , يتلو , وقد كتبت رسائل القديس بولس لكي تقرأ قراءة جهرية لا قراءة صامتة , وفي الواقع أن القراءة الصامتة السريعة ظاهرة حديثة استحدثت مع الطباعة([19]) , وهذا المعنى مرتبط بوظيفة هرمس الإعلامية أو الإبلاغية , فالبيان والكلام والتحدث والإظهار هو بحد ذاته نوع من التأويل , ثم ان تدوين اللغة يفقدها القدرة التي تمنحها الحياة , وعندما تتحول اللغة الى صور مرئية ومكتوبة تفقد مقدارا من سلطتها البيانية ما يؤدي الى زوال معناها([20]) .
- وثانيها : التأويل بمعنى التفسير
المقصود أن تشرح وتوضح وتبين , (وهو اتجاه يؤكد البعد التفسيري للفهم وليس مجرد البعد التعبيري…وإذا كان التعبير عن الموقف هو في ذاته تأويلا فإن تفسيره أو شرحه هو أيضا شكل من أشكال التأويل)([21]) , واذا كان المعنى الأول – القراءة الشفاهية – مرتبط بالمدلول التصوري للكلام اي ايصال المعنى المطلوب الى المخاطب بشكل وافٍ وهو بدوره يفهمه جيدا , فإن المعنى الثاني وهو تفسير وتوضيح الكلام المصحوب بالاستدلال وإعطاء الكلام صبغة عقلانية امام المخاطب يجعل الكلام بالنسبة اليه قابلا للفهم والادراك التصديقي([22]) .
- وثالثها: التأويل بمعنى الترجمة
لا تعدو الترجمة أن تكون شكلا من أشكال التأويل وصورة من صور الإفهام, فالعملية التأويلية الأساس تقوم بعملية ترجمة؛ لأن الإنسان في الترجمة يأتي بشيء أجنبي أو غريب وغير مفهوم ويسلكه في وسيط لغته هو, فالمترجم هو وسيط بين عالمين مختلفين شأنه شأن هرمس يتوسط بين عالم وآخر([23]),
ففي علم اللاهوت تعرّف بأنها فنّ تأويل وترجمة الكتاب المقدّس, يقول غادمير: (تدل الهيرمينوطيقا في علم اللاهوت “التيولوجيا” على فن تأويل وترجمة الكتاب المقدس “الأسفار المقدسة” بدقة، فهو في الواقع مشروع قديم أنشأه وأداره آباء الكنيسة بوعي منهجي دقيق)([24]).
والترجمة (ليست مجرد نقل ما يعادل الكلمات والمفردات من لغة الى أخرى , بل هي بيان لغة بما تشتمل عليه من ايديولوجية وثقافة بلغة أخرى وجعلها قابلة للفهم)([25]), وإن اختلاف اللغة بين النص والمخاطب اختلافا زمنيا يحتاج الى عملية ترجمة , وان اعادة قراءة نص قديم وترجمته الى لغة جديدة إن هو إلا نوع من أنواع التأويل والتفسير([26]) .
- مصطلح الهرمينوطيقا في المعاجم الغربية:
واما المعاجم الغربيّة المتخصصة فتكاد تجمع على الأصل الإغريقي لمصطلح هرمينوطيقا, فهو عند (برناردو دوبي مشتق من أصل إغريقي هرمينيا harmonia الذي يدلّ على التأويل، أمّا عند تامين وهوبر فهو فنُّ تأويل العلاقات وأمّا جون غروندين فيعتبرها فنَ تأويل النصوص)([27]) .
ويذهب غروندان* إلى القول بأنّ لفظة (الهرمينوطيقا herméneutique مشتقة من الفعل اليوناني هيرمينويو hérméneuo الذي يحمل معنى الترجمة، والتفسير والتعبير)([28]) , ويرى غادامير* ان نشاط المؤول غالبا – خاصة في الاستعمال الفلسفي – يعني بالضبط ترجمة أو نقل وإيضاح العبارات الغريبة والمبهمة الى لغة مفهومة للجميع([29]) .
والقضية الأساس التي تعالجها الهرمنيوطيقا (هي معضلة تفسير النص بشكل عام سواء أكان هذا النص نصا تاريخيا أم نصا دينيا, والأسئلة التي نحاول الإجابة عنها من ثم أسئلة كثيرة معقدة ومتشابكة حول طبيعة النص وعلاقته بالتراث والتقاليد من جهة, وعلاقته بمؤلفه من جهة أخرى)([30]) .
أما ما يتعلق بنشأة الهرمنيوطيقا وتاريخ تطورها فسيأتي بيانها في مبحث لاحق، اضغط هنا للتعرّف على تفاصيل أكثر.
إعداد : الدكتورة نهضة الشريفي.
الهوامش:
([1]) مقدمة في الهرمنيوطيقا , دايفيد جاسبر , ترجمة: وجيه قانصو , الدار العربية للعلوم – بيروت – لبنان , ط1 – 1428ه – 2007م : 21
([2]) موسوعة لالاند الفلسفية , اندريه لالاند : 2/ 556
([3]) ظ أخبار العلماء بأخيار الحكماء , أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (ت:646) , تحقيق: إبراهيم شمس الدين , ط1 – 1426ه – 2005م : 8
([4]) ظ الملل والنحل , أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني (ت:548) , تحقيق: عبد العزيز محمد الوكيل , مؤسسة الحلبي – القاهرة , 1387ه – 1968م : 2/ 290
([5]) الهرمنيوطيقا ومنطق فهم الدين , علي الرباني الكلبايكاني , تعريب: داخل الحمداني , مؤسسة أهل الحق الإسلامية , ط1 – 1434ه – 2013م : 18
([6]) م . ن : 19
([7]) النظرية الألسنية عند رومان جاكبسون، فاطمة الطّبال بركة ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر, بيروت , ط1 – 1413ه – 1993م : 56
([8]) الحلقة النقدية, ديفيد كوزنز هوي , ترجمة: خالدة حامد , منشورات الجمل , بغداد , ط1 – 2007م : 81
([9]) مقدمة في الهرمنيوطيقا , دايفيد جاسبر : 22
* الثورة الكوبرنيكية التي أحدثها كانط , هي انه قام في مجال المعرفة الفلسفية بعمل شبيه بذلك الذي قام به كوبرنيكوس في مجال علم الفلك؛ فمن المعروف أن كوبرنيكوس قال بدوران الأرض بعدما كان العلم السابق يقول بثباتها , وشبيه به ما كان يُعتقد في السابق أن العقل يدور في فلك الواقع , فجاء كانط وأكد على أن الواقع هو الذي يدور في فلك العقل وليس العكس . ينظر: تاريخ الفكر العربي من اليونان القديمة الى القرن العشرين, الفصل الخامس عشر: كانط , الثورة الكوبرنيكية في الفلسفة, تأليف: غنار سكيربك – نلز غيلجي : 573
([10]) مناهج البحث الحديث للدراسات الدينية , محمد جواد رحمتي , ط1 – 1394ه : 176
([11]) دليل الناقد الأدبي , ميجان الرويلي ـ سعد البازعي : 88
([12]) ظ م . ن : 88
([13]) قراءة النص الديني بين التأويل الغربي والتأويل الإسلامي , محمد عمارة , مكتبة الشروق الدولية – القاهرة , ط1 – 1427ه – 2006م : 7
([14]) م . ن : 7
([15]) ظ مجهول البيان , محمد مفتاح , دار توبقال للنشر , ط1 – 1990م : 101
([16]) موسوعة لالاند الفلسفية , اندريه لالاند : 2/ 555
([17]) فلسفة التأويل– الأصول, المبادئ، الأهداف ، هانس غيورغ جادمير , ترجمة محمد شوقي الزين، الدار العربية للعلوم – بيروت، ط2- 1427ه – 2006م : 61
* ويلهلم دلتاي الفيلسوف الألماني (1833-1911)، من تلامذة شلاير ماخر, اعتقد انه من الممكن اتخاذ موقف تفهّم من الداخل تجاه العالم الإنساني في حين ان الطريق الى عالم الطبيعة يظل مغلقا تماما , مارس التجربة المباشرة والمعاشة بوصفها الوسيلة التي تتيح إمكانية الإمساك بالواقع التاريخي والواقع الإنساني في شكلهما العيني والحي . ينظر معجم الفلاسفة : جورج طرابيشي : 305
([18]) صراع التاويلات ـ دراسات هرمنيوطيقية , بول ريكور , ترجمة: منذر عياشي , مراجعة: جورج زيناتي , دار الكتاب الجديد المتحدة , بيروت , ط1 – 2005م : 99
([19]) ظ فهم الفهم مدخل الى الهرمنيوطيقا – نظرية التأويل من أفلاطون الى جادامير, عادل مصطفى , القاهرة , ط1 – 2007م : 36
([20]) ظ الهرمنيوطيقا ومنطق فهم الدين : 19
([21]) فهم الفهم مدخل الى الهرمنيوطيقا : 43
([22]) ظ الهرمنيوطيقا ومنطق فهم الدين : 21
([23]) ظ فهم الفهم مدخل الى الهرمنيوطيقا : 55
([24]) فلسفة التأويل , جادامير : 64
([25]) الهرمنيوطيقا ومنطق فهم الدين : 21
([26]) ظ م . ن : 22
([27]) الهرمينوطيقا والترجمة، مقارنة في أصول المصطلح وتحولاته , عبد الغني بارة، ، مجلة الآداب الأجنبية، فصلية، اتحاد الكتاب العرب ، دمشق، العدد :133، 2008م : 89
* جون غروندان فيلسوف كندي، متخصص في فكر إيمانويل كانط وجورج غادامير ومارتن هايدجر، تتركز أعماله حول الهيرمينوطيقا والفينمومينولوجيا، والفلسفة الكلاسيكية الألمانية وتاريخ الميتافيزيقا, من أشهر مؤلفاته: “مدخل إلى الميتافيزيقا”(2004)، و”كونية الهيرمينوطيقا” (1993)، و”كانط ومشكلة الميتافيزيقا”(1989) http://www.mominoun.com مؤسسة مؤمنون بلا حدود .
([28]) الهرمينوطيقا والترجمة : 90
* هانز جورج غادامير فيلسوف ألماني(1900– 2002) عاش الحربين العالميتين, تخصص في الفلسفة، حصل على شهادة الدكتوراه سنة 1922 في موضوع جوهر المتعة في حوارات أفلاطون، وبعدها التحق بدروس هيدجر الذي أسهم في تشكُّل فكره الفلسفي بشكل كبير ، اشتهر بعمله المميز الحقيقة والمنهج، وأيضاً بتجديده النظرية التأويلية (الهيرمونيطيقيا) . ينظر: التلمذة الفلسفية سيرة ذاتية لغادامير, ترجمة حسن ناظم، علي حاكم صالح, مؤسسة دار الكتاب الجديد, ط1- 2013 : 7
([29]) ظ فلسفة التأويل، غادمير : 61
([30]) إشكاليات القراءة وآليات التأويل , نصر حامد أبو زيد , المركز الثقافي العربي , الدار البيضاء – المغرب , ط7 – 2005م : 13