مكتبات تاريخية عريقة

أقدم 10 مكتبات في الحضارة العربية الإسلامية

  • 1. مكتبة دار الحكمة، أو بيت الحكمة:

وهي أول مكتبة أكاديمية وعامة تُقام في البلاد الإسلامية، ويُرجِع المؤرِّخون أوليةَ تأسيسها إلى الخليفة هارونَ الرشيد، الذي ازدهرَت في عصره حركةُ التأليف والترجمة، والتي كان مقرها دار الحكمة، ترجمَت في هذه الفترة الكثيرَ من نفائس العلوم؛ من الفارسية واليونانية ولغات أخرى، وكانت حركةُ الترجمة هذه عظيمة؛ حيث لم يَشهد مِثلَها التاريخُ من قبل؛ مما حفظ للإنسانية تراثا قيِّما، بالإضافة إلى أنها كانت مقر الدرْس والمطالعةِ والبحث، وكانت تُقام بها مناظرات ومناقشات.

 وقد تردد إلى هذه المكتبة بحثا وتأليفا من المشاهير: الفيلسوف الكِنْدي، ومحمد بن موسى الخوارزمي، وقد ضمت كتبا من مختلِف العلوم؛ التراث الإسلامي، التراجم والسِّيَر، كتب الكيمياء، الفلك، الطب والجبر؛ واحتوَت على مَرصد فلَكيّ، وقد وصَفها “ديورانت” في كتابه “قصة الحضارة” بأنها مَجمع علمي، ومرصد فلكي، ومكتبة عامة.

ولا يجب أن نُهمِل الانعكاس الإيجابي على الاقتصاد؛ لنشاط الحركة العلمية وشراء الكتب ونَسْخها، فقد ظهرَت مِهَنٌ جديدة؛ كالوِراقَة والنسْخ -التي هي بمثابة صناعة النشر اليوم- بفضل رَوَاج سوق الكتب، فقد غصت بغدادُ بدكاكين الوراقين الذين ينسَخون الكتبَ ويبيعونها للناس، وقد اشتهرَت بغداد بعدَد مكتباتها؛ حيث يقال: إنها بلغَت 100 مكتبة، فأصبحَت بغدادُ قِبلةَ العلم آنَذاك.

 وتعدُّ مكتبة بيت الحكمة أكبرَ مكتبات العصر العباسي، ظلت الخِزانةُ قائمة يستفيد منها الرواد والعلماء وطلاب العلم، حتى وقعَ استيلاء المغول على بغداد سنة 656ه؛ حيث نهَبوا وخربوا، وألقَوا بالآلاف من المخطوطات في النهر، فأصبحَت مياه النهر سوداء من لون المِداد! وبذلك ضاع جزءٌ كبير من تاريخ وذاكرة الإنسانية في هذه الواقعة ووقائعَ مشابهة.

  • 2. خزانة بني أمية بالأندلس:

أنشئت (مكتبة الأمويين) في قرطبة، في القرن الرابع الهجري، على يد الخليفة: الحكَم المستنصر ابن عبد الرحمن الناصر. وقد عُيّن لها موظفون للعناية بشؤونها، وجُمِع فيها النُّساخ، وعُين لها عدد كبير من المجلِّدِين، وقد ظلتْ محط أنظار العلماء وطلاب العلم في الأندلس، بل وفد إليها الأوربيون للتزوُّد من علومها.

وقد قامت هذه المكتبة الكبرى بدورها الحضاري في نشر الثقافة الإسلامية إبان القرن الرابع، وظل تأثيرها في تحبيب الأندلسيين إلى جمع الكتب واقتنائها وحفظ التراث العربي والإسلامي، حتى بعد انتهاء عصر خلافة بني أمية وزوال مكتبتهم في قرطبة.

حيث بدأ ملوك الطوائف يقلدون الخلفاء الأمويين في تعلقهم بالعلم والعلماء، وتشجيع الكتّاب والمؤلفين، وجمع الكتب النادرة، وإقامة المكتبات الخاصة بحواضرهم والتي تليق بجلال القدْر وأبّهة الحكم في عواصمهم، ففي الوقت الذي انعدمت فيه مركزية الحكم، تعددت المكتبات الكبرى بتعدد الدويلات التي أقامها ملوك الطوائف، وحوت خزائنهم الآلاف من المجلدات والمخطوطات النادرة في شتى فروع العلم والمعرفة.

وظلت هواية جمع الكتب التي وضع أساسها الخليفة الناصر متمكّنة في نفوس الناس بالأندلس طوال حكم المسلمين بها إلى أن استولى الملك فرناندو الثاني على غرناطة -آخر معقل إسلامي في الأندلس-، وفي عام 1492م أصدر أمره بجمع المخطوطات الإسلامية من أيدي المسلمين، وجمع منها وقتذاك مليونَي مخطوطة وتم إحراقها في ميدان باب الرملة في غرناطة على مشهد ومرأى من الجماهير.

  • 3. دار العلم أو دار الحكمة الفاطمية:

أنشأها الحاكم بأمر الله ابن العزيز بالله، في العاشر من جمادى الآخرة سنة 395ه- (مارس سنة 1005م)، واشتهرت بدار الحكمة الفاطمية، أو دار العلم الشهيرة، ويعود سبب إنشائها إلى ما أراده الحاكم من منافسة لدار الحكمة ببغداد، وخزانة بني أمية بالأندلس، اللتين كانتا منارا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة؛ فأراد بهذه المكتبة نشر المذهب الشيعي وهو المذهب الذي سيطر على مصر في هذا الوقت من قبل الدولة العبيدية. ثم أنشئ لها فيما بعدُ إدارةٌ خاصةٌ في وظائف الدولة.

وقد ظلت مركزا ثقاقيا ومنارة لنشر المذهب الشيعى حتى نهاية الدولة الفاطميه على يد صلاح الدين الأيوبى سنة 1171م. فقد ابقى عليها صلاح الدين كمكتبة بعد أن قضى على دَورها في نشر المذهب الشيعى. وظلت هكذا حتى غزو الأتراك العثمانين مصر سنة 1517م، حيث قاموا بنقل كتبها إلى تركيا للحفاظ عليها.

  • 4. دار العلم العامرية:

تابع قراءة المقال في الصفحة الموالية . . .

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى