كتب ومؤلفات مفقودة

جزيرة الصليب: العمل الضائع لهرمان ملفيل

تعد “جزيرة الصليب” (Isle of the Cross) واحدة من الأعمال المفقودة للروائي الأمريكي الشهير هرمان ملفيل. يُرجح أن هذه الرواية التي لم تُنشر كانت ستصبح الكتاب الثامن في مسيرة ملفيل، بعد فشله التجاري في روايتيه “موبي ديك” (1851) و”بيير أو الغموض” (1852).

وفقًا لهيرشل باركر، كاتب السيرة الذاتية لملفيل، فإن “جزيرة الصليب” كانت معروفة سابقًا باسم “قصة أغاثا”، التي اكتملت مسودتها في مايو 1853. هذا العمل يُظهر جانبًا مميزًا في أدب ملفيل، إذ تركز على شخصية نسائية محورية، وهو أمر نادر في أعماله.

  • القصة والخلفية

في صيف عام 1852، خلال زيارته لمدينة نانتوكيت، تعرّف ملفيل على قصة أغاثا هاتش روبرتسون من خلال صديقه جون كليفورد. كانت أغاثا امرأة من نانتوكيت اعتنت ببحار ناجٍ من غرق سفينة يُدعى روبرتسون. تزوجا، ولكن القصة تأخذ منعطفًا مأساويًا عندما يهجرها روبرتسون مع ابنتهما، ليعود بعد سبعة عشر عامًا ثم يختفي مجددًا، كاشفًا عن تعدد زيجاته.

استلهم ملفيل من هذه القصة رسالة بعث بها إلى صديقه الكاتب ناثانيال هاوثورن، أشار فيها إلى صبر نساء الجزيرة وتحملهن لغياب أزواجهن البحارة. حاول ملفيل إقناع هاوثورن بتبني فكرة القصة، لكن الأخير لم يُظهر اهتمامًا. مع ذلك، استمر ملفيل في تطوير المسودة خلال صيف وشتاء 1852.

  • رفض النشر وضياع العمل

في يونيو 1853، قدّم ملفيل مسودة “جزيرة الصليب” إلى دار النشر “هاربر وإخوانه” في نيويورك، لكنها قوبلت بالرفض. الأسباب المحتملة لذلك تشمل المخاوف من المراجعات السلبية التي حصدها عمله السابق “بيير”، أو الخشية من دعاوى قانونية قد ترفعها عائلة أغاثا هاتش.

  • اكتشافات لاحقة

في عشرينيات القرن الماضي، عُثر على رسائل خاصة بعائلة ملفيل في مكتبة نيويورك العامة، تضمنت إشارات إلى مشروع مهم غير منشور يعود إلى عام 1853. كشفت هذه الرسائل أن ملفيل لم يكن محبطًا تمامًا بعد فشل أعماله السابقة كما اعتقد بعض كُتّاب السيرة الذاتية.

في عام 1946، أشار الباحث هاريسون هيفورد إلى أن استكمال ملفيل لعمل أدبي كبير بعد “موبي ديك” و”بيير” يتعارض مع الفكرة الشائعة بأنه فقد الأمل في الكتابة الإبداعية.

وفي عام 1990، أضاف باركر أن “جزيرة الصليب” كانت تمثل تحولًا مهمًا في مسيرة ملفيل الأدبية، حيث بدأت ملامح رمزية هاوثورن تظهر في أسلوبه.

  • الجدل حول “جزيرة الصليب”

على الرغم من الجهود لتحديد ماهية “جزيرة الصليب”، إلا أن بعض الباحثين يعتقدون أنها ليست رواية مكتملة، بل قصة قصيرة مذكورة ضمن “الجزر المسحورة” التي ظهرت في مجموعة “حكايا بياتزا”. ومع ذلك، يبقى العمل لغزًا غامضًا في أدب ملفيل.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى