“جيرو – Guero” – كتاب مفقود منذ القرن السابع عشر
يُعدّ كتاب جيرو Guero واحدًا من الأعمال الأدبية الباسكية الكلاسيكية التي تركت بصمة قوية في تاريخ الأدب الباسكي. كتبه بيدرو أجيري، الذي عُرف بلقب أكسلار، ويعدّ الكتاب من أروع ما أنتجته الكتابة الباسكية في القرن السابع عشر.
يُظهِر الكتاب بلغةٍ متقنة تُعبّر عن اللهجة اللابوردية الكلاسيكية، مما جعله نموذجًا يُحتذى به للكتّاب اللاحقين في تلك المنطقة.
نُشر الكتاب في مدينة بوردو عام 1643 تحت رعاية برتراند ديتشوز، رئيس أساقفة الباسك في تورز (1617-1641). ويُعد الكتاب ثمرة فترة عصيبة، حيث كُتب بعد سلسلة من الأحداث المأساوية المعروفة بالاضطهاد “الساحر“، والتي شهدت تدخل بيير دي لانكر في منطقة لابورد، ما أثر في مشاعر المجتمعات المحلية.
على الرغم من أن العنوان يشير إلى كتاب مُقسم إلى جزئين، إلا أنه لا يوجد سوى جزء واحد من الكتاب تم نشره. ويُشير الباحث الباسكي بيير لافيت إلى أن الجزءين قد تم دمجهما في مجلد واحد، في حين يرى لويس فيلاسانتي، الرئيس السابق لأكاديمية لغة الباسك، أن الجزء الثاني قد ضاع بمرور الزمن.
يتسم الكتاب بنغمة إرشادية، حيث يطرح أفكارًا حول الأضرار والمصائب الناتجة عن إهمال الواجبات الدينية، ويشجع على العودة إلى المسيح دون تأخير. ورغم أن جيرو Guero لا يعكس التصوف بشكل واضح.
إلا أن الكتاب يُعتبر دليلًا زاهدًا موجهًا إلى القلوب التي تبحث عن الهداية الروحية، بلغة تنم عن عاطفة جياشة وتقدير عميق للقيم الدينية. يهدف الكتاب إلى التوعية، ويُرتب محتواه بأسلوب مُوجَّه كما لو كان موجهًا من المنبر إلى أبناء الرعية، مؤكدًا أهمية التوبة والرجوع إلى الطريق المستقيم.
من خلال هذه الخصائص، يُعتبر كتاب جيرو Guero حجر زاوية في الأدب الباسكي، ومرجعًا مهمًا لمن يسعى لفهم روح الثقافة الباسكية الدينية في القرن السابع عشر.