“لغز الغرفة الصفراء” (Le Mystère de la Chambre Jaune)؛ هي واحدة من أعظم روايات أدب الجريمة التي قدمها الكاتب الفرنسي غاستون ليرو، وتُعتبر علامة فارقة في أدب الغرفة المغلقة.
نُشرت لأول مرة في مجلة L’Illustration بين سبتمبر ونوفمبر عام 1907، قبل أن تصدر ككتاب مستقل عام 1908، لتأخذ مكانها بين الأعمال الأدبية الكلاسيكية التي تثير حيرة القارئ حتى يومنا هذا.
- حبكة الرواية: الجريمة داخل الغرفة المغلقة
تدور القصة حول جريمة تبدو مستحيلة الحدوث. بطلة الرواية، الآنسة ماتيلد ستانجارسون، تتعرض لمحاولة قتل غامضة داخل غرفة صفراء مغلقة تمامًا من الداخل، دون وجود أي مخرج واضح للهروب.
عندما تصل الشرطة، يجدون الغرفة محكمة الإغلاق، ما يجعل الحادثة لغزًا مستعصيًا على الفهم.
يدخل الصحفي الشاب والمحقق العبقري جوزيف رولتابيل إلى الساحة ليكشف خبايا هذا اللغز. بأسلوبه الفريد ومنهجه التحليلي، يبدأ رولتابيل في فك شيفرة الجريمة، مستخدمًا ذكاءه الحاد ورغبته الجامحة في إثبات قدراته.
تتضمن الرواية رسومات ومخططات تفصيلية وضعها غاستون ليرو بنفسه لتساعد القارئ على تتبع مسار التحقيق.
- الأسلوب الأدبي وعظمة الحبكة
ما يجعل “لغز الغرفة الصفراء” استثنائية هو براعة غاستون ليرو في الجمع بين التشويق، والمنطق التحليلي، والعاطفة.
الرواية لا تعتمد فقط على الحل البوليسي التقليدي، بل تدعو القارئ إلى أن يصبح محققًا بنفسه. عبر كل صفحة، يزداد التوتر، مع تحدٍّ فكري للقارئ الذي يحاول حل اللغز قبل رولتابيل.
تتميز الرواية كذلك بالتفاصيل الدقيقة التي تجعل القصة أقرب إلى الواقع، حيث يصف ليرو مسرح الجريمة بخريطة واضحة ويضع أمام القارئ جميع الأدلة التي يمكن أن تساعده على فك الغموض.
- الجزء الثاني: “عطر السيدة في الأسود”
لم تنتهِ مغامرة رولتابيل عند “لغز الغرفة الصفراء”. في رواية مكملة بعنوان “عطر السيدة في الأسود”، يعود ليرو ليجمع الشخصيات التي أسرت القراء في مغامرة جديدة مليئة بالغموض والمفاجآت.
- الأثر الأدبي لرواية “لغز الغرفة الصفراء”
تُعد هذه الرواية إحدى الروائع الأولى التي أسست لفكرة الغرفة المغلقة في أدب الجريمة، وهي فكرة ألهمت الكثير من الكُتاب مثل أجاثا كريستي وجون ديكسون كار. حتى اليوم، تُعتبر الرواية تحديًا فكريًا مميزًا لعشاق الأدب البوليسي.
للاطلاع على النص الأصلي، يمكنكم زيارة الرابط:
غاستون ليرو – لغز الغرفة الصفراء
