التلي؛ إحدى الحرف اليدوية التقليدية المميزة في الإمارات العربية المتحدة، ويُعتبر جزءًا من التراث الثقافي العريق للبلاد.
يُعتمد التلي بشكل أساسي في تزيين الملابس التقليدية مثل “الكندورة”، ويشتهر بكونه تطريزًا دقيقًا يتم بواسطة خيوط ملونة ومتداخلة مع أشرطة معدنية، مما يمنح القطع المطرزة طابعًا فنيًا وجماليًا فريدًا.
يزداد الطلب على التلي خصوصًا في الفترات التي تسبق الأعياد الدينية وموسم الأعراس خلال فصل الصيف، حيث يسعى الناس إلى اقتناء الملابس المزخرفة بالتلي لإضفاء لمسة تراثية مميزة على المناسبات الخاصة.
هذه الحرفة ليست مجرد نشاط تجاري، بل هي تقليد اجتماعي يورَّث من الأمهات إلى البنات. ففي المجتمعات الإماراتية، تجتمع النساء في البيوت أو الأحياء السكنية لممارسة فن ضفر التلي،
مما يشكل فرصة لتبادل المعارف، وحكاية القصص، واسترجاع الأمثال الشعبية، في أجواء من الترابط والتفاعل الاجتماعي.
تستغرق عملية صناعة التلي الكثير من الوقت وتتطلب صبرًا وإتقانًا، وهو ما يجعل الحرفة تتسم بالتميز والدقة.
بفضل هذا الجهد الكبير، تظل التلي جزءًا من الهوية الثقافية الإماراتية، ورمزًا للارتباط بين الأجيال، حيث يستمر هذا الفن في الانتقال عبر الزمن بفضل نقل المهارات من جيل إلى آخر.
