أثارَ زلزالُ المغرب الأخير في منطقة الحوز وسط المغرب، الجدل مجددا حول توقعات الهولندي؛ “فرانك هوغربيتس“، بعد أن كان حديثَ العالَم العربي والإسلامي بعد زلزال تركيا وسوريا، حين تنبأ بوقوع زلازل قوية في منطقة الشام والأناضول.
وبعد زلزال المغرب، ضجت الصفحات ووسائل التواصل الاجتماعي بكمية كبيرة من الفيديوهات والمنشورات؛ يتفق مضمونها حول توقع (فرانك هوغربيتس) للزلزال الذي ضرب المغرب أياما قبل وقوعِه.
وما أعقب ذلك من كمٍّ كبير من الأخبار الزائفة حول هذا الزلزال، وأسبابه. فكانت مناسبة لمنصة “بالعربية” للبحث حول هذه الشخصية العلمية والأكاديمية الهولندية، وإنارة الرأي العام العربي عموما، والمجتمع العلمي العربي على وجه الخصوص.
بعد البحث والتدقيق والتحري والتوثيق العلمي والأكاديمي؛ توصلت منصة “بالعربية” للدراسات والأبحاث الأكاديمية إلى الآتي:
1- لم يُعثَر (حسب ما توصلنا إليه عبر محركات البحث الأكاديمي وعلى رأسِها غوغل سكولار) على مقال أو بحث أو مادة علمية مُحكّمة واحدة باسم (فرانك هوغربيتس).
2- كانت كل النتائج التي تظهر في البحث؛ عبارة عن بحوث خارجية اقتبَسَت اسمه؛ (فرانك هوغربيتس – Frank Hoogerbeets) كمرجع، وعند مراجعة هذه الاقتباسات؛ تبين أنها تصريحات مُسجلة، أطلقها (فرانك هوغربيتس) في مقابلات تلفزية أو تصريحات خاصة، وليست مقالات أو بحوث أو دراسات أو كتب.
3- صفة (عالِم وخبير الزلازل)، تَمَّ رصدُها في المواد المنشورة باللغة العربية، في المقابل يُذكر (Frank Hoogerbeets) بالاسم فقط، في المواد والمقالات المحررة باللغة الإنجليزية والفرنسية والهولندية.
4- لم نعثر على صفحة لـ(فرانك هوغربيتس – Frank Hoogerbeets) على الويكيبيديا مُعززة بروابط وصول موصولة بإنتاجاتِه العلمية أو المعاهد التي عمل بها.
5- معظم نشاط ومنشورات (فرانك هوغربيتس – Frank Hoogerbeets)، عبارة عن تدوينات وتغديرات على (x) تويتر، وعلى فيسبوك.
6- أجرت منصة بالعربية عمليات بحث إلكتروني بلغات مختلفة، حول (فرانك هوغربيتس – Frank Hoogerbeets) باللغة الفرنسية والإنجليزية.
7- عكس ما يتم الترويج له منصات التواصل الاجتماعي؛ لم يتنبأ (فرانك هوغربيتس – Frank Hoogerbeets) بزلزال المغرب أياما قبل وقوعه، وهذا ما أكدته منصة “مسبار” لكشف الأخبار الكاذبة.
8- بحسب موقع “مسبار” المتخصص في كشف الأخبار الزائفة، لم يُحدد “هوغربيتس” دولة المغرب في توقعاته حول وقوع الزلزال، بل نشر تغريدة عبر حسابه في موقع “إكس” تويتر، في الرابع من سبتمبر/ أيلول الجاري، توقع فيها حدوث هزات قوية بين 5 و7 سبتمبر، دون أن يُسمّي المنطقة التي سيحدث فيها الزلزال.
9- يبني (فرانك هوغربيتس – Frank Hoogerbeets) توقعاتِه للزلازل؛ على نظرية الكواكب في اقترانِها وتقارُبها وتباعُدها، وليس على علم “تكتونية الصفائح” والأبحاث الجيولوجية التطبيقية.
10- تم رصد مادة علمية واحدة فقط لـ (فرانك هوغربيتس – Frank Hoogerbeets)، على الموقع الإلكتورني لـ”معهد رصد الهندسة بين الأجرام السماوية المتعلقة بالنشاط الزلزالي” والمعروف اختصارا بـ “SSGEOS” الذي يعمل فيه، والذي يقع مقرُّه في هولندا، وهذه المادة منشورة تحت عنوان: “هندسة وديناميكيات النظام الشمسي” بتاريخ: 11 مايو 2023.
11- حسب “هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية” المتخصصة في المَسح الجيولوجي، فإنه بالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي، إلا أنه لا توجد إمكانية التنبؤ بحدوث زلزال إلى حد الآن. –United States Geological Survey-.