برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي
برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي؛ هو برنامج سعودي حكومي أطلقه الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 1426هـ / 2005، ويستهدف جميع الطلبة والطالبات من خريجي الداخل والخارج ممن تنطبق عليهم الشروط والضوابط.
شهد عهد الملك عبد العزيز أول ابتعاث في تاريخ المملكة العربية السعودية، إذ أمر في العام 1346هـ / 1927 أن توفد أول دفعة دراسية إلى مصر وضمت تلك الدفعة 14 دارسا، وتخرجت أول دفعة منهم في العام 1353هـ، تلا ذلك إيفاد 3 مبتعثين إلى بريطانيا في العام 1349هـ، ثم عشرة طلاب إلى الوجهة نفسها في العام 1354هـ،
وفي العام 1355هـ أمر الملك عبد العزيز بإنشاء أول مدرسة ثانوية حكومية على النظام التعليمي الحديث، لتأهيل الطالب للالتحاق بالكليات في الخارج، فيما شهد العام 1356هـ بداية المدرسة التحضيرية، وفي العام 1358هـ ابتعث العشرة الأوائل من خريجي المدرسة الثانوية التحضيرية.
في عهد الملك خالد تزايد عدد المبتعثين خاصة إلى أمريكا ليصل إلى 11 ألف مبتعث ومبتعثة، وشهد عهد الملك فهد تركيزا على ابتعاث الطاقم الأكاديمي في الجامعات السعودية وموظفي الدولة، وفي عام 1417هـ صدرت لائحة الابتعاث والتدريب لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات.
في العام 1426هـ استحدث الملك عبد الله برنامج ابتعاث ساهم في إحداث نقلة نوعية وضم الكثير من أفراد المجتمع تحت برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، بواقع ثلاث مراحل مدة كل واحدة منها خمس سنوات، وقد استهدفت المرحلتان الأولى والثانية سد الحاجة إلى مزيد من المقاعد الدراسية والتخصصات العلمية في الجامعات.
في العام 1436، وفي ظل الحاجة لتطوير عمل البرنامج بعد بروز مؤشرات تدل على تأخر بعض خريجي البرنامج في الحصول على الوظائف المناسبة لطموحهم، وظهور دلائل على وجود ازدواجية بين بعض التخصصات التي يتم الابتعاث لها وبين ما هو متوفر في الجامعات السعودية؟
شهدت المرحلة الثالثة من البرنامج نمطا جديدا في أسلوب التنفيذ يقوم على الربط المباشر بين الوظيفة والبعثة في التخصصات ذات الاحتياج، إذ بادرت هذه المرحلة عبر مسار “وظيفتك وبعثتك” لتأمين الوظائف أولا ليتم على ضوئها تحديد المقاعد والتخصصات والمراحل الدراسية المطلوبة للابتعاث.
ومن ثم الإعلان عنها، حيث يجري ترشيح المتقدمين للبعثة عليها وفقا لاحتياجات المؤسسات وهيئات القطاع العام من الكوادر البشرية والتخصصات والمستويات الدراسية المطلوبة، بحيث يضمن الخريج الفرصة الوظيفية التي تم ابتعاثه من أجلها.
- رؤية 2030
شهد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز تحولات شكلت في مجملها انعكاسا لرؤية المملكة 2030 التي أطلقها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذلك من خلال استحداث الابتعاث لتخصصات مواكبة للعصر الحالي، وربطه بالوظائف المطروحة في سوق العمل ورفع كفاءته، وتطوير تقنيات إدارته.
ودعا وكيل وزارة التعليم للبعثات المشرف العام على الملحقيات الثقافية، الدكتور جاسر الحربش القطاعات الخاصة في سوق العمل للاستثمار في المرحلة الجديدة من السنة الثالثة عشرة من عمر برنامج الابتعاث، وقال إن البرنامج يمر بمرحلة تطويرية مهمة لها علاقة بما تشهده أنظمة الدولة الحكومية من تحديثات تطويرية تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030،
مضيفا “لن نتمكن في هذه المرحلة الجديدة من التوقيع مباشرة مع أية جهة حكومية للابتعاث في مسار “وظيفتك وبعثتك” وذلك بهدف توظيف المبتعث في نفس الجهة الحكومية، لكننا قادرون على التوقيع مع الجهة الحكومية لابتعاث مرشح يعمل في إحدى الشركات التابعة للجهة والمرخصة أو المملوكة للدولة”.
وبالإضافة إلى مسار “وظيفتك وبعثتك” طرأت على البرنامج بعد تحديثه عدة مسارات مختلفة، منها مسار نخبة الجامعات لمن يحصل على قبول مباشر لأفضل 20 جامعة دون الحاجة للانتظار.
كما أن المسار الطبي لم يربط القبول عليه في موعد سنوي ثابت نظراً لأهميته، فالحصول على المقعد الطبي في الابتعاث أصبح مباشرا لمن يحضر القبول وفق المقاعد العالمية المتاحة في الطب. كما أن هناك مسار المنح الدولية من خلال التنسيق مع وزارة الخارجية وسفارات بعض الدول الأجنبية.
وتركز السنة الـ13 من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي على التخصصات النوعية التي تنسجم مع متطلبات رؤية 2030 وبرامجها المختلفة، ومنها الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والنقل الجوي والتخصصات الصحية.