مُخرجات الجامعات العربية .. لا شيء
“الغاية والهدف الأساسي للجامعات؛ هي حل مشاكل المجتمع وإيجاد حلول وبدائل علمية وعملية لأزماتِه الكثيرة ونكباتِه المتتالية؛ واحتياجاتِه الأساسية “.
قد تبدو هذه العبارة غير ذي جاذبية، وقد لا يُلتفتُ إليها.
لكن إذا عرفنا أن الجامعات الأمريكية؛ هي الأساس الذي تستمد منه الولايات المتحدة الأمريكية قوتَها وهيمنتها الاقتصادية والعسكرية. عندها فقط يمكننا أن نفهم بعضا من مضمون العبارة أعلاه.
لكن؛ يمكن فهم العبارة بشكل أوضح؛ إذا علمنا أن الجامعات في العالم العربي مجتمعةً تضم أكثر من 40 كلية للزراعة؛ وذلك منذ 45 سنة خلت. يلجُ هذه الكليات الزراعية عشرات الآلاف من الطلبة كل سنة، ويتخرَّج منها عشرات الآلاف كل سنة كذلك. وتراكم رفوف مكتباتِها مجتمعة مئات الآلاف من البحوث والرسائل والأطروحات.
لكن؛ كل هذه الكليات لم تستطع حل مشكلة واحدة من “أزمة الغذاء والماء في العالم العربي”. ومازالت الدول العربية تصدّر ثوراتِها الطبيعية وتستورد في مقابلِها البطاطس والحبوب والبصل و محطات تحلية مياه البحر، ووحدات معالجة المياه العادمة و…
المفهوم الأكاديمي للجامعة؛ غائب في الجامعات العربية، إذ لا يختلف دورُها عن دور المدرسة، فالأستاذ الجامعي العربي أستاذٌ يُلقِّن؛ وليس باحثا يبتكر، والطالب العربي تلميذٌ يحفظ وليس طالبا يبحث ويتساءل ويُناقش ويُبدع.
الجامعة؛ هي البحث العلمي. وهذا ما نفتقدُه في عالمنا العربي. مع كامل الأسف