اقتباساتالفلاسفة؛ ضحايا تهمة الزندقةفكر وفلسفة

نصير الدين الطوسي – Nasir al-Din al-Tusi

هو أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (18 فبراير 1201 – 26 يونيو 1274)، المعروف باسم نصیر الدین الطوسي؛ عالم فلكي وأحيائي وكيميائي ورياضياتي وفيلسوف وطبيب وفيزيائي ومتكلّم مسلم، اتهمَه خصومُه المتطرفون بكونِه؛ “نصير الكفر والشرك و الإلحاد.


وقالوا إنه فيلسوف مُلحد ضال مُضل . كان وزيراً لهولاكو، وهو الذي أشار عليه بقتل الخليفة و المسلمين، واستبقاء الفلاسفة والملحدين. حاول أن يجعل كتاب “الإشارات ” لابن سينا؛ بدلاً من القرآن، فتح مدارس للتنجيم والفلسفة. وقالوا إن إلحادَهُ عظيم”.


ألف الطوسي كتاب؛ “تجريد الكلام في تحرير عقائد الإسلام”، ويتضمن بين فصوله الستة إثبات وجود الله وإثبات صفاته وإثبات أفعاله ثم إثبات نبوة الأنبياء ومعصوميتهم من الخطأ وإثبات نبوة محمد ثم إثبات الإمامة ومعصومية الإمام من الخطأ وإثبات إمامة علي بن أبي طالب وإثبات يوم الميعاد ووجود الجنة والنار.


قال فيه ابن تيمية: «هَذَا الرَّجُلَ اشْتَهَرَ عِنْدَ الْخَاصِّ وَالْعَامِّ أَنَّهُ كَانَ وَزِيرَ الْمَلَاحِدَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ بِالْأَلَمُوتِ ، ثُمَّ لَمَّا قَدِمَ التُّرْكُ الْمُشْرِكُونَ إِلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . وَجَاءُوا إِلَى بَغْدَادَ – دَارِ الْخَلَّاقَةِ – كَانَ هَذَا مُنَجِّمًا مُشِيرًا لِمَلِكِ التُّرْكِ الْمُشْرِكِينَ هُولَاكُو . أَشَارَ عَلَيْهِ بِقَتْلِ الْخَلِيفَةِ وَقَتْلِ .

أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ، وَاسْتِبْقَاءِ أَهْلِ الصِّنَاعَاتِ وَالتِّجَارَاتِ الَّذِينَ يَنْفَعُونَهُ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَّهُ اسْتَوْلَى عَلَى الْوَقْفِ الَّذِي لِلْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ يُعْطِي مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ لِعُلَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ وَشُيُوخِهِمْ مِنَ الْبَخَشِيَّةِ . السَّحَرَةِ .

وَأَمْثَالِهِمْ، وَأَنَّهُ لَمَّا بَنَى الرَّصْدَ الَّذِي بِمَرَاغَةَ عَلَى طَرِيقَةِ الصَّابِئَةِ الْمُشْرِكِينَ، كَانَ أَبْخَسُ . النَّاسِ نَصِيبًا مِنْهُ مَنْ كَانَ إِلَى . أَهْلِ الْمِلَلِ أَقْرَبَ، وَأَوْفَرُهُمْ نَصِيبًا مَنْ كَانَ أَبْعَدَهُمْ عَنْ . الْمِلَلِ، مِثْلَ الصَّابِئَةِ [الْمُشْرِكِينَ، وَمِثْلَ الْمُعَطِّلَةِ] . وَسَائِرِ الْمُشْرِكِينَ، [وَإِنِ ارْتَزَقُوا بِالنُّجُومِ وَالطِّبِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ] ، وَبِالْجُمْلَةِ .

فَأَمْرُ هَذَا الطُّوسِيِّ وَأَتْبَاعِهِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ أَشْهَرُ وَأَعْرَفُ مِنْ أَنْ يُعَرَّفَ وَيُوصَفَ. وَمَعَ هَذَا فَقَدَ قِيلَ: إِنَّهُ كَانَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ يُحَافِظُ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ . وَيَشْتَغِلُ بِتَفْسِيرِ الْبَغَوِيِّ وَبِالْفِقْهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَإِنْ كَانَ قَدْ تَابَ مِنَ الْإِلْحَادِ فَاللَّهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ، وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ. وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}».


وقال فيه ابن قيم الجوزية: «ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك، والكفر الملحد، وزير الملاحدة، النصير الطوسى وزير هولاكو، شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة، والمنجمين، والطبائعيين، والسحرة.


ونقل أوقاف المدارس والمساجد، والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر في كتبه قدم العالم، وبطلان المعاد، وإنكار صفات الرب جل جلاله: من عمله، وقدرته، وحياته، وسمعه، وبصره، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، وليس فوق العرش إله يعبد البتة».


برع الطوسي في نظم الشعر باللغتين؛ العربية والفارسية. ومن شعره العربي في حب ومدح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:

لو أنّ عبدًا أتى بالصالحاتِ غدًا —- وودّ كلّ نبيٍّ مرسلٍ وولي
وصام ما صام صوّامًا بلا ضجر  — وقام ما قام قوّامًا بلا ملل
وحجّ ما حجّ من فرضٍ ومن سنن — وطاف بالبيت حافٍ غير منتعل
وطار في الجوّ لا يأوي إلى أحدٍ — وغاص في البحر مأمونًا من البلل
يكسو اليتامى من الديباج كلّهم — ويُطعم الجائعين البرّ بالعسل
وعاش في الناس آلافًا مؤلّفةً — عارٍ من الذنب معصومًا من الزلل
ما كان في الحشر عند الله مُنتفعًا — إلّا بحبّ أمير المؤمنين علي


– المصدر :

– درء التعارض : 67/5.
– البداية و النهاية : 267/13.
– إغاثة اللهفان : 601/2 .

بالعربيّة

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى