الاتجاه الوجودي في الفلسفة
الوجودية؛ مدرسة فلسفية تتخذ من الإنسان موضوعًا لها، ليس فقط من خلال التفكير وإنما من خلال الفعل والشعور أي أنها ترتبط بالإنسان كفرد حي والوجودية تتفق على مبدأ أنه لا يوجد هدف واحد أو حقيقة واحدة يعيش من أجلها الجميع.
وكل فرد في الأرض له الحق والحرية الكاملة في اختيار الحياة التي يرغبها والهدف الذي يسعى له ويعيش من أجله وليس من حق الغير تحديد خيارات الآخرين.
ترتبط الوجودية بصورة أساسية ببعض الفلاسفة الأوروبيين من القرنين التاسع عشر والعشرين، الذين تشاركوا في الاعتقاد ببداية هذا التفكير الفلسفي، رغم اختلافهم في العديد من الآراء الأساسية.
في حين ترجع القيمة المهيمنة للتفكير الوجودي إلى الحرية، إلا أن القيمة الأساسية في الوجودية هي الأصالة كمفهوم فلسفي. في وجهة نظر الوجوديين، فإن نقطة بداية الفرد تتحدد بما يُسمى “الموقف الوجودي”، أو شعور بفقدان التوجه والارتباك أو الفزع في وجه عالم عبثي بلا معنى.
اعتبر العديد من الوجوديين أن بعض الفلاسفة التقليديين أو الأكاديميين -سواء في الأسلوب أو المحتوى- مجردون أكثر مما ينبغي ومنعزلون عن التجربة الإنسانية المحسوسة.
يُعتبر سورين كيركغور عادة هو أول فيلسوف وجودي، على الرغم من أنه لم يستخدم مصطلح الوجودية أبدا. افترض كيركغور أن كل فرد -وليس المجتمع أو الدين- مسؤول عن إيجاد معنى لحياته منفردًا، وأن يعيش حياته بشغف وصدق أو “بأصالة”.
أصبحت الوجودية شائعة في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية بفضل جان بول سارتر الذي قرأ لمارتن هايدغر أثناء كونه في معسكر الاعتقال، وأثر في العديد من المجالات بجانب الفلسفة بما في ذلك علم اللاهوت والدراما والفن والأدب وعلم النفس.
الوقائعية هي مفهوم تحدث عنه سارتر في الوجود والعدم، والذي يحدد للبشر قيود الوجود واللا وجود. يمكن فهم ذلك ببساطة عند اعتبار الوقائعية بالنسبة إلى بعدنا الزمني من ماضينا، فماضي الفرد هو الفرد، بمعنى أنه يساعد في تشكيل الفرد.
إلا أن القول بأن الفرد هو فقط ماضيه يعني تجاهل جزء مهم من الحقيقة (الحاضر والمستقبل)، والقول بأن ماضي الإنسان هو الإنسان سيجعل الفرد منفصلًا تمامًا عن ذاته الحالية. إن إنكار ماضي الإنسان المجرد هو أسلوب حياة لا يتسم بالأصالة.
والأمر سيان بالنسبة لكل الأنواع الأخرى من الوقائعية (مثل امتلاك جسد بشري الذي لا يسمح للفرد بالجري أسرع من سرعة الصوت على سبيل المثال، أو الهوية أو القيم، إلخ).
جانب آخر من الوقائعية هو أنها تشتمل على الفزع، سواء بمعنى أن الحرية “تنتج” الفزع عند تقييدها بالوقائعية، أو بمعنى أن انعدام إمكانية امتلاك الوقائعية للتقدم وتحمل مسؤولية ما تفعله، وهو ما ينتج أيضًا الفزع.
جانب آخر من الحرية الوجودية هو إمكانية تغيير قيم الفرد، وبالتالي فإن الفرد مسؤول عن قيمه بغض النظر عن قيم المجتمع. التركيز على الحرية في الوجودية تحدده المسؤولية التي يتحملها الفرد كنتيجة لحرية الفرد.
إن العلاقة بين الحرية والمسؤولية هي اعتماد كل منهما على الآخر، وتفسير الحرية يفسر أيضًا ما سيكون الفرد مسؤولًا عنه.