اقتباسات
أخر الأخبار

اللباس الأكاديمي: أصله، تطوره، ودلالاته

يُعدّ الزي الأكاديمي أو لباس التخرج (Academic Dress) من الرموز التقليدية المميزة للمناسبات العلمية والاحتفالات الجامعية، حيث يُرتدى في حفلات التخرج بمختلف الجامعات حول العالم.

ورغم أن هذا الزي كان قديما يُلبس يوميا في بعض الجامعات العريقة، إلا أنه أصبح مقتصرا اليوم على المناسبات الرسمية، مثل حفلات التخرج والاحتفالات الأكاديمية الكبرى.

  • مكونات الزي الأكاديمي

يتكون الزي الأكاديمي عادة من:

  • العباءة (الروب الأكاديمي): وهي رداء فضفاض طويل يُلبس فوق الملابس العادية.
  • القبعة المربعة (Mortarboard): وهي إحدى السمات المميزة للباس الأكاديمي، وغالبا ما يرافقها شريط أو شرّابة تختلف ألوانها حسب الدرجة العلمية.

إلى جانب ذلك، قد يرتدي بعض الأكاديميين هذا الزي خلال المناسبات الرسمية، مثل المؤتمرات والاحتفالات العلمية المرموقة.

  • أصل اللباس الأكاديمي: اختلاف الروايات

1. الأصول الدينية في العصور الوسطى

يرى بعض الباحثين أن الزي الأكاديمي مستوحى من ملابس القساوسة والرهبان في أوروبا خلال العصور الوسطى. فقد كان رجال الدين يشرفون على التعليم، وعند انتهاء الطالب من دراسته كان يُصبح جزءا من المؤسسة الدينية، مما أدى إلى توحيد لباسه مع الكهنة والرهبان، واتخاذ اللون الأسود رمزا للعلم والتقشف.

2. أصول القبعة المربعة

  • يُقال إن القبعة الأكاديمية في شكلها المربع تعود إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين، حيث كانت تُستخدم لتمييز الفلاسفة والمفكرين عن عامة الناس.
  • هناك رواية أخرى تشير إلى أن المسلمين في الأندلس كانوا يرتدون قبعة مماثلة لوضع المصحف الشريف فوقها، تطبيقا للآية الكريمة: “وفوق كل ذي علم عليم” (يوسف: 76)، وكان الهدف من ذلك التأكيد على قيمة العلم وسمو المعرفة.

3. هل الزي الأكاديمي عربي الأصل؟

تشير بعض الدراسات إلى أن رداء التخرج ذو أصول عربية وإسلامية، حيث كان الطلاب الأوروبيون العائدون من جامعات الأندلس يرتدون العباءة العربية كتعبير عن تخرجهم من مؤسسات التعليم الإسلامي.

يؤكد جاك غودي في كتابه الإسلام في أوروبا هذه الفكرة بقوله:

“اللِّباس العربي أضحى علامةَ الوجَاهة العلمية إلى اليَوم، ولا سيَما في المُناسبات العِلمية…”

  • تطور اللباس الأكاديمي عبر العصور

مع مرور الزمن، شهد الزي الأكاديمي عدة تغييرات، حيث:

  • أصبحت ألوان العباءة تختلف وفقا للدرجة العلمية أو التخصص الأكاديمي.
  • باتت القبعة المربعة تُستخدم كرمز عالمي للتخرج والنجاح الأكاديمي.
  • تحولت بعض التقاليد الأكاديمية، مثل إلقاء القبعات في الهواء بعد انتهاء الحفل، إلى رموز احتفالية يعبر بها الخريجون عن فرحتهم.

يمثل اللباس الأكاديمي اليوم جزءا من الهوية العلمية والثقافية للجامعات، إذ يربط بين الماضي والحاضر، ويعكس أهمية العلم والمعرفة في تطور المجتمعات. وعلى الرغم من اختلاف الروايات حول أصله، يبقى هذا الزي رمزا عالميا يحتفي بالإنجاز الأكاديمي ويكرّم جهود الطلاب والأساتذة في مختلف أنحاء العالم.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى