وفق هذه المحددات الأولية صاغ محمود درويش تصوره للزمن في مجموعة كبيرة من قصائده التي ضمتها دواوينه الثلاثة الأخيرة. فالزمن يحضر فيها رديفا للحسرة والانكسار والنهاية والتجاعيد والموت الآتي بإصرار.
تتجسد التجربة الشعرية في كل هذه القصائد باعتبارها “تمثيلا مشخصا” لعدوى الزمان في الوجود، ما يتسرب إلى “الذات” و”المرآة” و”الكؤوس الفارغة” والرؤية “من خلف الزجاج” و”المشاة المسرعين” “حيث يَرى ولا يُرى”، إنه في ذلك كله يوجد خارج ما يؤثث الحياة ويصنع عنفوانها وهي تمشي أمامه مزهوة في ” البداية” و”الربيع” خارج قلق “النهايات”.