الدراسات الثقافيةسيميائياتفكر وفلسفةنقد

“غشلخت”: دريدا مفككاً القومية عند هايدغر

يُعدّ كتاب “غشلخت 111: الجنس، العِرق، الأمّة، الإنسانيّة” للمفكر الفرنسي جاك دريدا (1930-2004) نقطة مهمة في كتابات دريدا، وهو بحسب الدارسين أهم جزء منشور لنصه الفلسفي الذي ظل مفقوداً لفترة طويلة والمعروف فقط باسم “Geschlecht”، وهو سلسلة من أربعة أجزاء، تعد اليوم ضرورية لفهم مسائل التمييز الجندري والعرقي والقومي.


يركز دريدا في كتابه، الصادرة نسخته العربية مؤخراً عن “دار الكتاب الجديد” بترجمة الأكاديمي عز الدين الخطابي، على فكر الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر (1889-1976)، والكلمة الألمانية المبهمة “غشلخت”، والتي لها عدة معان تشير إلى العرق والجنس والنسب، ويوظف المفردة المثيرة للجدل بهدف مناقشة الاختلاف على أساس الجندر والقومية والعرق والإنسانية.



الكتاب يلفت الانتباه إلى قومية هايدغر الإشكالية والمواضيع السياسية والجندرية لعمله والاستراتيجيات اللغوية والمفاهيمية لفكره، ووعده بالخلاص من خلال مجيء “غشلخت واحد”، وهو شعور وجده دريدا قريباً بشكل خاص من الإيديولوجية العنصرية للحزب النازي.


تأخر نشر العمل إلى ما بعد وفاة دريدا وقد أصدرته دار “سوي” عام 2018، وفيه يتطرق صاحب “الكتابة والاختلاف” إلى معاداة هايدغر للسامية وسياق صعود التيار القومي، ويعد الجزء الثالث هذا حجر الزاوية لفهم جميع المقالات الأربعة الأخرى.


يذكر أن كتاب “غشلخت” كان وليد التفكير الذي قدمه دريدا في حلقة دراسية ما بين عامي 1984 و1985، حيث كان المفكر في حالة مواجهة مع التفسير الغريب الذي قدمه هايدغر لشعر النمساوي جورج تراكل (1887-1914).


بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى