كتاب : فلسفة النشوء و الإرتقاء
تأليف : شبلي شُميّل
تاريخ النشر : 1910م
الناشر : مكتبة المقتطف
في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ازدهرت في أوروبا النزعة الوضعية التي كانت تؤمن بقدرة العقل البشري على تفسير الظواهر الطبيعية وفهم قوانينها المادية.
هذا التحول أدى إلى تراجع الأفكار الدينية والتفسيرات الماورائية التي اعتُبرت غير قادرة على تقديم فهم حقيقي للكون.
تأثرت فئة قليلة من المثقفين العرب بهذا الفكر الجديد، وبدأوا في نقد النسق اللاهوتي والدعوة إلى تبني العقلانية والفكر الوضعي، خاصة في مجال العلوم الطبيعية.
من بين هؤلاء المفكرين كان شبلي شميّل (1860-1917)، وهو طبيب لبناني تلقى تعليمه في فرنسا، حيث تأثر بالفكر الوضعي الذي أسسه أوغست كونت، وكذلك بنظريات داروين حول النشوء والارتقاء.
قام شبلي شميّل بترجمة شروح الفيلسوف الألماني لودفيج بَخْنَر حول داروين، وأضاف إليها مقالات علمية متنوعة، جمعها في كتابه “فلسفة النشوء والارتقاء” الذي صدر عام 1884.
يتضمن الكتاب مقالات عن نظرية داروين، وكتاب “الحقيقة” الذي كتبه شميّل لتأييد هذه النظرية، بالإضافة إلى مقالات نُشرت في جريدة “المقتطف” لتعزيز الفكرة المادية.
ركز شميّل في كتابه على ثلاثة أهداف رئيسية: الأول، تطبيق نظرية الارتقاء على جميع مظاهر الطبيعة، سواء كانت ناطقة أو صامتة، والاستفادة من هذا الفهم العملي للكون بعيداً عن التأملات الفلسفية المجردة.
الثاني، السعي إلى إحداث نهضة في العقل العربي من خلال نشر العلوم الصحيحة مثل الطب والطبيعيات، والتي رآها بديلاً عن المعارف اللغوية والفلسفية والدينية التي أصبحت، في نظره، غير فعالة.
الثالث، السعي إلى تجاوز الوعي الأسطوري للعالم، الذي كان مسيطراً على الفهم الشعبي في العالم العربي آنذاك.
على الرغم من حدة وصراحة النقد الديني في كتاب شميّل، إلا أنه يعكس التزاماً قوياً بنشر رؤية علمانية تنويرية لا تتردد في مواجهة العقائد الدينية الراسخة.
اليوم، يبقى السؤال عن كيفية تلقي العرب لأفكار شميّل في زمنه، وكيفية استعادته من قبل دعاة العلمانية الحديثين، مثيراً للاهتمام، خاصة في ظل التحولات التي شهدها الفكر الوضعي نفسه مع مرور الزمن.
رابط التحميل او التصفح المباشر
لدي كتب عن الفلسفه نادر وقديم