تطوير التخطيط اللغوي بين التحديث المعجمي والتقييس المصطلحي – ورقة علمية
“قضايا راهنة في اللسانيات التطبيقية“ - ندوة دولية
- ملخص:
يمكن أن تكون اللغة عائقا أمام مسايرة التطور المجتمعي ونشر المعرفة، إذا تعذر على مستعمليها تمكينها من آليات تساعدها على التطور ومسايرة التنمية المستدامة، وتتجلى هذه الآليات على الخصوص في التحديث المعجمي والتقييس المصطلحي.
لقد أصبحت الحاجة أصبحت ملحة لتحديث المعجم وتقييس المصطلح لتتمكن اللغة العربية من أداء دورها كأداة مناسبة للتواصل الملائم من جهة أولى، وانتشارها في أوساط المتكلمين القادرين على النشر (عبر الكتابات) في الحقول المعرفية المختلفة من جهة ثانية، وتبوئها مكانتها كلغة رسمية، في ظل التنوع والتعدد اللغويين، على مستوى المؤسسات الوطنية والممارسات الاجتماعية والإنتاجية من جهة ثالثة.
ويحظى البعد المعجمي بأهمية كبيرة في التنوع اللغوي وتمظهراته المختلفة، كما تؤثر عوامله في تعدد الاستعمالات اللغوية بين لهجات إقليمية غير معيارية ولغات رسمية ووطنية.
وقد ارتبط المعجم، في هذا الإطار بعلم المصطلح وتوطدت صلتهما لإيجاد حلول لمشكلات التعددية والتنوع اللغويين. إلا أن الأسس التي تنبني عليها صناعة كل منهما في حاجة إلى تحديث المعجم وتقييس المصطلح
إن الهدف من التحديث المعجمي هو بلورة متن يحتوي التنوعات اللغوية بناء على مقاييس ومعايير تراعي الحدود اللغوية المعجمية الممكنة، وتشكل مدخلا لمتن معجمي حديث؛ يقوم على مبادئ الوضع المصطلحي ويستحضر الإمكانات الرقمية الحديثة التي تساهم في تسريع التصنيف والتقييس وتعميم المخرجات التي قد تكون مدخلا للتوحيد المصطلحي.
عمَّرت إشكالية توحيد المصطلح طويلا لأنها ظلت حبيسة مشكلات التعددية والتوافق في مواضعات المقاييس والمعايير المحددة للمصطلح، فكانت الدعوة إلى تقييس المصطلح العربي كحل بديل لانتقاء المصطلح الأنسب أولا، ووضع تخطيط مصطلحي يساهم في بلورة تخطيط لغوي ثانيا.
نذكر في هذا السياق، أن التخطيط اللغوي يرتبط بالتصدي للمشكلات اللغوية لدى مجموعة لغوية، عن طريق وضع دراسة علمية واضحة الأهداف. فمعظم الدول عبر العالم، تعمل في إطار وضع تخطيط لغوي على تطوير لغاتها، وذلك عبر إجراء إصلاحات في مستوياتها المختلفة لتستجيب لاحتياجات ومتطلبات مستعمليها الكتابية والشفهية،
من قبيل ضبط نظام الكتابة أو توحيده وإثراء معجم اللغة وتحديثه لجعله مناسبًا للتواصل وتحسين ممارسة اللغة وتصحيح اللغة المنطوقة والمكتوبة وتنسيق وتوحيد المصطلحات وغيرها. وتبحث الأقطار العربية بدورها عن السبل الكفيلة لترسيخ اللغة العربية كلغة رسمية في كافة المجالات الحياتية، وتحمل هم وضع سياسة لغوية تقطع مع كل المخلفات اللغوية الدخيلة وتقضي على الازدواجية اللغوية.
وقد تضاعفت تحديات الوضع اللغوي العربي نظرا للتحول المجتمعي الذي أملته ظاهرة العولمة والتطور التكنولوجي المتسارع.
نتناول في موضوع ورقتنا إمكانات تطوير التخطيط اللغوي العربي من منطلق التحديث المعجمي والتقييس المصطلحي بوصفهما من الأسس التي تساهم في وضع مشترك يراعي التنوع اللغوي بالأقطاب العربية ويضع حدود الازدواجية والتعددية ويرسم حدود خريطة اللغة (أو اللغات) الوطنية والقومية. وسنرصد لهذه الدراسة انطلاقا من الإمكانات التي تقدمها لسانيات المدونات.
- الكلمات المفاتيح:
التحديث المعجمي– التقييس المصطلحي – التخطيط اللغوي– التنوع والتعدد اللغوي اللغويين- لسانيات المدونات.