اللغات السامية وتفرُّعاتُها

تشير الأبحاث إلى أن شعب الجزيرة العربية كان على هيئة جماعات منظمة تحترف الزراعة والرعي والصيد، وذلك حتى منتصف العصر الهيليوسيني (9,000-2,500 ق.م)، وشكل ذلك الشعب «العرق السامي» الذي تعرض لدراسات لتحديد معالمه وثقافته.


وقد أظهرت الشعوب السامية احتفاظها بالكثير من الخصائص الدينية واللغوية المشتركة؛ منها مصطلحات إدارية متنوعة، كـ«ملك»؛ حيث تدل هذه الكلمة على أن العرب كان لهم تنظيم سياسي موحد، أو على الأقل تنظيمات منحدرة من أصل سياسي مشترك لا يبعد كثيرًا عن فترات التدوين التاريخي، (حوالي 3500 ق.م)، ولكن الاتساع الجغرافي للجزيرة العربية، وطبيعة توزع موارد المياه كانت – بعكس مصر مثلًا – سببًا في صعوبة استمرار الكيان السامي تحت حكومة موحدة.


وتقول بعض الدراسات في «علم الوراثة الجينية» إن الجد الأقرب المشترك بين الساميين قد عاش في حوالي (6400) ق.م، وهناك دراسات لإعادة تشكيل الـ«لغة السامية الأم»، وبحسب بعض الدراسات فإن اللغة العربية هي أكثر اللغات السامية احتفاظا بخصائص اللغة السامية الأم، لكن التغيرات المناخية العالمية في أواخر عصر الهيليوسين، والتي ظهر أثرها في (4300 ق.م).


حيث بدأت الأمطار تقل في الجزيرة العربية وأخذت الأنهار تجف، تسببت في اتجاه سكان الجزيرة العربية تدريجيا إلى الشمال فيما عرف بـ«الهجرات السامية» إلى حيث الوفرة المائية من الأنهار كدجلة والفرات.


ويقول بعض العلماء إن الجزيرة العربية قبل ذلك كانت أكثر إغراء للعيش فيها من العراق أو الشام؛ حيث يلاحظ العلماء أن فترة نهاية المستوطنات في الجزيرة العربية مثل مستوطنات “ثقافة العبيد” كانت مترافقة مع ظهور المستوطنات في بلاد ما بين النهرين، وذلك في أواخر فترات ما قبل التاريخ.

لغات سامية

زر الذهاب إلى الأعلى