الدراسات الثقافية

“المزمار” .. أقدم الرقصات الشعبية في السعودية

المزمار رقصة شعبية من رقصات منطقة الحجاز في السعودية، وهي شكل من أشكال التعبير الثقافي، تم تسجيلها عام 2016 في قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وتؤدى الرقصة في المناسبات الوطنية والأفراح والأعياد، وهو فن حجازي يتقاطع مع الفن الأفريقي.


رقصة المزمار لعب شعبي، يقام في الحجاز، وهو من الموروثات الشعبية، يلعبه الرجال الكبار والشباب بحركات بدنية ووقع خاص من تحريك رجل ولف عصا باليد على الإيقاعات، حيث تتكون عدة المزمار من: علبة ونقرزان ومرجف ومرد. العلبة تكون مثل الدف إلا إنها أكبر منه، والنقرزان عبارة عن زير صغير مجوف ومغطى من الجهتين بالجلد يضرب عليه بعيدان ذات حجم صغير.

بالصور.. فنان سعودي يجسد الفلكلور الشعبي باللوحات


أما المرجف فهو شبيه العلبة في الشكل إلا أن صوت العلبة طنين والمرجف رخيم، أما المرد أو المرواس هو مثل البرميل الصغير ووظيفته الرد على النقرزان، كل هذه الأدوات تصنع من جلود الدواب، بالنسبة للعصا التي يديرونها بأيديهم فهي من الأشجار القوية وطولها نحو متر ونصف وتسمى بأسماء كثيرة منها: الشون والعود والمطرق والعرق. للمزمار قوانين وترتيب وآداب صارمة.


ينصب المزمار عادة في المناسبات البهيجة وهي لعبة شبيهة إلى حد ما بلعبة التحطيب التي يلعبها سكان صعيد مصر مع اختلاف قواعد اللعبة والايقاعات. ويلعب المزمار عادة مساء حيث توقد النار من الحطب أو الخشب ويتحلق حولها اللاعبون ويرقصون رقصات ثنائية رجولية بديعة على أنغام «العدة» التي تتكون من مجموعة من الطبال من الجلد الطبيعي المشدود.


وهي عبارة عن «النقرزان» الذي يقرع بخشبتين صغيرتين و«الطار» و«المرد» وهما يقرعان بأصابع وأكف اليدين وعادة ما يقف أمام صف اللاعبين أحد كبار الحارة ويقول «الزومال» أي المغني وقائد كل فريق يردد بعض الأهازيج ذات معنى ومدلول يرمز إلى الخصال الحميدة والترحيب والتفاخر وغيرها من أهازيج الفروسية


هناك رأي يذهب إلى أن المزمار تراث أفريقي في الأصل، ويعد هذا الخلاف انعكاسًا للخلاف بين سكان الحجاز الأصليين وبين من وفدوا إليها واستقروا فيها، فيما يُحسب فن المزمار على الفنون الحجازية، قال إدريس الدريس «فن المزمار محسوب على الحجاز حتى لو احتج البعض أنه ليس من الفنون الأصيلة لكن مضت مئات السنين على وجوده هناك».


وقال عبده عبد الصمد، وهو عمدة وخبير بالتراث الحجازي «إن أصل فلكلور المزمار حجازي بحت»، وقال أيضاً «كون هذا الفن له أصول أو امتداد جغرافي قد يصل للدول الأفريقية فهذا لا يلغي أنه موروث حجازي عريق وله سمات واضحة ومحددة، فهي لعبة شبيهة إلى حد ما بلعبة التحطيب التي يلعبها سكان صعيد مصر مع اختلاف قواعد اللعبة والإيقاعات».


أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو يوم الخميس 2 ديسمبر 2016 رقصة المزمار السعودية ضمن قائمة اليونسكو التمثيليَّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريَّة، وجاء تعريف المنظمة: «رقصة المزمار تعد من الرقصات التقليديَّة في منطقة الحجاز في المملكة العربية السعودية، وعادة ما تمارس لإحياء المناسبات العائلية أو الاحتفالات الوطنية.


وتجري هذه الرقصة بمشاركة نحو 100 رجل مصطفين في صفين مقابل بعضهما البعض ويصفقون ويرددون أغاني عن البطولة والحب. ويرقص رجلان بالعصي في وسط ساحة الرقص على إيقاع الطبول لفترة محدّدة ثم يفسحون المجال لغيرهما وهكذا. ويتم تناقل هذه الرقصة في فرق الفنون المسرحية ومراكز التراث. وتعد هذه الرقصة رمزاً من رموز هويّة المجتمع وجزء من تاريخه المشترك».

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى